بدأ حياته في قَريته مكافحًا بين دَفَتي دراسته ومساعدة أَبَوَيْهِ الأُمّيين، توفي والده (رحمه الله) الذي كان حارسَ مدرسة أثناء دراسته للمرحلة الثانوية؛ لِيكبرُ ذلك الشّاب قبل سِنِّهِ، مُتحملًا مسؤولية أهله! حيث انتقل للرياض للبحث عن عمل (أيِّ) عَمَل ليصرف على أسرته، وبعد بحث استمر ثلاثة أشهر، صاحبها مَوجات من الإحباط واليأس، أصبح (حارس أَمن) في جامعة الملك سعود في مساء يومه!! وللهروب من ضغوطات المجتمع، وطلبًا للمكافأة الشهرية التي يحصل عليها الطالب، ثم ليواصل دراسته الجامعية التحق بكلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أكمل تلك المسيرة بنجاح وتفوق! ولكن طموح ذلك الفتى لا حدود له، رغم الصّعوبات والتحديات، إذ انتقل ل(الأردن) لمواصلة دراسته العليا، وهناك رفع بيارق التميز بين زملائه المبتعثين علميًّا واجتماعيًّا، فكان رئيسًا لنادي الطلبة السعوديين في (عَمَّان) حتى تأبط شهادة الدكتوراه! تلك حكاية الدكتور عبدالله بن فلاح النَّاهسي، الذي ترك جامعة الملك سعود حارس أمن، ليعود إليها أكاديميًّا وعضوَ هيئةِ تدريس، (وقد نقل بعض تفاصيلها في لقائه قبل أيام مع الطلاب المبتعثين في «هِيوستن بالولايات المتحدةالأمريكية»! يا لها من قصة كفاح لم تأت من وحي الخيال، بل رُسِمَت تفاصيلها على أرض الواقع، تلك الحكاية درس في الإصرار والعزيمة، ففيها الشهادة بأنه لا مستحيل في الحياة، وأن طريق الأحلام قد لا يكون مفروشًا بالورود، بل بالعَقَبَات التي يجمعها فقط صاحبُ الهِمّة العالية ليصنع منها طريقًا وسلمًا للنجاح! (حكاية الدكتور النّاهسي) حقها أن تروىَ للشباب في المدارس الثانوية والجامعات، لعلها تكون ملهمةً تفتح لهم أبواب المستقبل، وتقودهم نحو محطات التفوق، وتقول لكل منهم، وهم يعيشون أجواء الاختبارات النهائية: (تَفَاءَل فأنت تَسْتطيع). [email protected]