أخيرًا، أظهرت الشرطة البريطانية شخصية الذي قتل المُبتعثة السعودية ناهد المانع -رحمها الله- قبل سنتين من الآن، بتسديد 16 طعنة في جسدها بينما كانت تمشي بين بيتها وجامعتها، فأرداها مُضرّجةً في دمائها الزكيّة!. القاتل مُجرم إنجليزي عمره 17 عامًا واسمه جيمس فِيرْوِذَرْ «James Fairweather»، والمُفارقة هي أنّ معنى لقبه بالعربية: «جوّ معتدل»، وهو في الحقيقة جوّ مُكْفَهِرّ، وسفّاح ومُتطرّف ومُتجرّد من الإنسانية!. ويهمّنا الآن كسعوديين وكأولياء للدم، نتائج محاكمته هناك؟ والعقوبات المحتمل إصدارها ضدّه؟ إذ أُلغيت عقوبة الإعدام في بريطانيا منذ عقود، فضلاً عن نعومة القانون الإنجليزي مع المجرمين المراهقين، وهذا القاتل اعترف بجريمته لكنه قال: إنه يسمع أصواتًا خارجية تأمره بالقتل، الأمر الذي قد يُعامل معه كحَدَثْ وكمريض نفسي أكثر منه قاتلاً، ولا يُستبعد حجزُه لفترة بسيطة في إصلاحية راقية على ضفاف نهر التايمز، مع خضوعه لعلاج نفسي ضدّ الاكتئاب، ثمّ إطلاق سراحه والاكتفاء بوضعه تحت المراقبة، وربّما ممارسة حياته وكأنّ شيئًا لم يكن، فإن حصل ذلك فلا ريب أنه ليس عدلاً، فالقاتل متمرّس بدليل أنه قتل شخصًا آخر غير ناهد، وقتلهما بوحشية، وهذا من الإفساد في الأرض، ولو حدثت هذه الجريمة لمواطن بريطاني خارج بريطانيا لأقامت بريطانيا الدُنيا ولم تُقْعِدها حتى يُقتصّ من القاتل غير البريطاني، ونحن لم نبتعث أبناءنا وبناتنا للخارج ولم نضخّ المليارات في جامعات بلاد الابتعاث ليُقتلوا في شوارعها، بل ليتعلّموا ويعودوا إلينا فرحين!. وبمناسبة الفرح أذكّركم بمثل إنجليزي يقول: «الذي يزرع القتل والألم لا يمكن أن يجني الفرح»!. نعم، لا يمكن لهذا القاتل أن يجني الفرح بتخفيف عقوبته تاركًا لنا الألم!. الكلام مُوجَّه لبريطانيا العُظمى!. @T_algashgari [email protected]