قال جيمس غيلفن، بروفيسور التاريخ بجامعة كاليفورنيا بلوس انجليس: إن السبب الذي يقف وراء قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين سحب قواته من سوريا هو عدم قدرة بلاده تحمل التكاليف أكثر من ذلك، وشاركته في الرأي ريفا بهالا، نائب رئيس شركة ستراتفورد المتخصصة بالاستخبارات الجيوسياسية في أمريكا وقد توصل الخبيران للآتي: مليونا دولار تكلفة الغارات والطلعات الجوية الروسية غير القتالية يوميًا. بوتين سحب قواته حتى يعلم الأسد أنه وحيدًا وينبغي عليه التفاوض. إطلاق صواريخ كروز من بحر قزوين إلى سوريا، كلف 30 مليون دولار. انكماش الاقتصاد الروسي بنسبة 3.8%ة بسبب تدني أسعار النفط والعقوبات. وتابع غيلفن في مقابلة تلفزيونية أمس: «لم يكن بوتين يتوقع أن يستعيد كل الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش وفصائل المعارضة الأخرى، ولكن دور روسيا أثر وإلى حد كبير في صالح النظام وقوات النظام». وأضاف غيلفن: «بوتين سحب قواته حتى يعلم الأسد أن سوريا أصبحت لوحدها وينبغي عليها التفاوض»، مشيرًا للمحادثات الجارية في جنيف، يذكر أن تصريحات غيلفن تأتي بعد إعلان بوتين أن سحب القوات هو لتحقيق الهدف العام لوزارة الدفاع في مهمتها بسوريا، في حين يدعى النظام السوري على أن هذا الانسحاب جاء مدروسًا وبالتنسيق بين بوتين والأسد. من جهتها قالت ريفا بهالا، نائب رئيس شركة ستراتفورد المتخصصة بالاستخبارات الجيوسياسية في أمريكا: إن موسكو لن تتحمل نفقات التدخل والعمليات العسكرية للقوات الروسية في سوريا لأكثر من أربعة أشهر، وأردفت بهالا قائلة: «تكلفة الغارات الجوية والطلعات الجوية العسكرية غير القتالية نحو مليوني دولار يوميًا على الأقل»، لافتة إلى أن روسيا وفرت ميزانية لاستمرار هذه العمليات في سوريا لمدة أربع أشهر للآن ولا يمكنها تحمل أي نفقات إضافية بعد هذه المدة. وحول إطلاق صواريخ كروز كاليبر من بحر قزوين إلى أهداف في سوريا، قالت المحللة: «كان هذا عرضًا مكلفًا للقوة، كلف على الأقل 30 مليون دولار، ونحن نرى إنفاق 500 مليون دولار على الأقل للتأسيس اللوجستي بقاعدتها هناك». يشار إلى أن هذه الأنباء تأتي في الوقت الذي يتوقع فيه صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الروسي بنسبة 3.8 في المئة العام الجاري بسبب تدني أسعار النفط والعقوبات الغربية على خلفية التدخلات في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم. من جهته قال ريك فرانكونا، محلل الشؤون العسكرية الأمريكى: إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يعلم أن على بشار الأسد الرحيل، وأنه لن يغامر كثيرًا في سوريا في سبيل انقاذ الأسد وحسب. وأضاف: «قد تدفع روسيا بشار الأسد لقبول تسوية في محادثات جنيف، بوتين يعلم أن الأسد عليه أن يذهب، ولن يغامر في سبيل إنقاذ الأسد في سوريا». ولفت المحللون إلى أن بوتين قد يضغط على الأسد لقبول التسوية خلال محادثات جنيف، مثل أن يقبل الأسد باللجوء إلى إيران على سبيل المثال.