*بعد أن تم تسويق ما يسمى بالأعمال الخضراء الصديقة للبيئة تم التأكد من خلال ما تناولته بعض الدراسات والمقالات بأن هناك فقاعة للأعمال الخضراء، ليست كلها وإنما أغلبها. وهناك من يدعي أن شركته لا تستخدم سوى السيارات والعربات الصديقة للبيئة، وهناك قرية ذكية في إحدى الدول المجاورة تنادي بالأعمال الخضراء وكل بيوتها زجاجية تزيد المناخ حرارة والحلق مرارة كما وصفها أحدهم، وكلها موجات إعلامية تروج لهذا العمل. هذا يذكرني ببعض المؤسسات والشركات التي تخصص نسبة خجولة جداً من أرباحها للمسئولية الاجتماعية وتنفق مبلغاً مماثلاً للترويج لهذا البرنامج وما أكثر التناقضات في الحياة. *بعدما عاش المهتمون بالشأن الثقافي في العالم العربي في أعقاب فشل المرشح العربي المسلم فاروق حسني وزير الثقافة المصري وتخاذل بعض العرب عن دعمه كما حدث مع غازي القصيبي يرحمه الله عندما نافس على الفوز برئاسة منظمة اليونسكو؛ عقد العرب آنذاك العزم على ألا يتكرر هذا المشهد وأن يتم ترتيب البيت العربي والالتفاف أمام مرشح واحد، وإذا بالمشهد مرة أخرى يتكرر، فتنافس العرب ففاز (جاني) بكرسي رئاسة الفيفا فضلاً عن أن هناك صورة ذهنية مسبقة عن حال بعض العرب ،ودول الغرب تكتلت ضد المرشح الأردني والمرشح البحريني، والإنتخابات عكست الفجوة العميقة بين الدول الغنية والدول النامية التي يحاول الغرب إخفاءها، وقد علق أحد الصحفيين هناك بأن الدول المتقدمة كثيراً ما طالبت دول العالم الثالث بنبذ العنصرية والمساواة بين جميع الأطراف، ونسي الصحفي أن نتائج الانتخابات للفيفا وقبلها في اليونسكو أظهرت التناقض الحقيقي للموقف الغربي وبصرف النظر عن التناقض فإن حال العرب لا يسر أحداً وإنما يسعد الخصوم والأعداء، ولعل الفرصة مواتية الآن لمراجعة حساباتنا والتفكير الجاد في وثبة واسعة لإصلاح الحال من جانب لنلوي أعناق الآخرين نحونا، وكلنا مدعوون للمساهمة في هذا الشأن أفراداً وجماعات حكومية وأهلية في وثبة الإصلاح الشامل التي نترقبها، ولنكفف دموعنا فليس ينفعنا البكاء ولا العويل. [email protected]