من نافلة القول الحديث عن الخير السعودي الذي وصل إلى كل أنحاء المعمورة لإغاثة الملهوف وإطعام الجائع وكساء العاري، ومد يد العون لكل من يحتاجها شرقاً وغرباً، دون تفرقة للون أو عرق أو معتقد. حتى أن المملكة تصدَّرت دول العالم كلها في نسبة مساعداتها الإنسانية إلى دخلها القومي خلال العقود الماضية، وقد توج هذا الخير السعودي بتأسيس (مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية)، الذين يعتبر مظلة شاملة لكل الأعمال الإنسانية والإغاثية السعودية، ومرجعية أولى لكل المنظمات والهيئات العاملة في الحقل الخيري والإنساني في المملكة. وقد كان لهيئة الإغاثة الإسلامية شراكات فاعلة مع هذا المركز العتيد، ونفذت بالتعاون معه حملات إغاثية عالمية ضخمة ترقى إلى مستوى ما تُنفذه كبرى المنظمات الخيرية العالمية إن لم تتفوّق عليها. ومن ذلك على سبيل المثال إرسال سفينة ضخمة تحمل 4.500 طن من المواد الإغاثية والطبية والمولدات الكهربائية إلى اليمن لمساعدة أبنائه المتأثرين بالحرب، بتكلفة قدرها 30 مليون ريال في شراكة فاعلة بين مركز الملك سلمان وهيئة الإغاثة، وقد دُشِّن إبحار السفينة في ميناء جدة الإسلامي في 6/12/1436ه بحضور عدد من المسؤولين السعوديين واليمنيين يتقدمهم معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي والأستاذ إحسان بن صالح طيب الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية، ووفد من مركز الملك سلمان والسفير اليمني في المملكة ومسؤولون آخرون، ولم يقتصر هذا التعاون على إرسال هذه السفينة بل شمل أعمالاً إغاثية شتى منها إرسال 31 شاحنة محملة بالأدوية والمواد الإغاثية بالتعاون بين الهيئة والمركز، إلى داخل اليمن، وتوفير المستودعات اللازمة لهذه الشاحنات في شرورة، وقد وفق الله تعالى الهيئة بأن تكون حاضرة في كل محفل تمثل الخير السعودي وتُبرز الوجه المشرق للمملكة خلال أربعين عاماً مضت، فإذا ذُكر الخير السعودي، ذُكرت معه هيئة الإغاثة، ومن ذلك ما بثّه التليفزيون السعودي الأسبوع الماضي عن المساعدات التي تُقدّمها المملكة لقطاع غزة والضفة الغربية في تغطية خاصة جاء فيها أن الصندوق السعودي للتنمية قدم 59 مليون دولار لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لإقامة مشروعات تنموية في غزة والضفة الغربية والأردن، وذكرت مسؤولة في الأونروا أن المبلغ سيُوزَّع على ثلاث مناطق عمليات، وسيكون نصيب غزة 43,5 مليون دولار، وتحدث التقرير المصور عن مدرسة (البسمة) لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة التي تسعى لدعم قدرات الأطفال في السمع والتخاطب، وبدعم هيئة الإغاثة وتنفيذ منظمة التعاون الإسلامي غطيت تكاليف تطوير المدرسة بمبلغ مائة ألف دولار لتنفيذ عدة برامج لخدمة هذه الفئة كتأهيلهم وتحسين قدراتهم السمعية وشراء مجموعة من الأجهزة الطبية لإجراء الفحوص السمعية إضافة إلى إجراء مسح سمعي لأكثر من 8000 طالب في المحافظات الجنوبية بغزة. وقدم مدير مدرسة البسمة عماد أسليم الشكر للمملكة على جهدها الدؤوب في دعم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة وكل أنحاء العالم. كما شكر إيهاب الحلو مدير مكتبة الأمير نايف بن عبدالعزيز بقطاع غزة المملكة على كل جهودها في كل شأن من شؤون القطاع. وذلك غيض من فيض ما تسهم به هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في تمثيل الخير السعودي حول العالم من خلال مكاتبها في كل القارات، ما يجعلها حقاً سفيرة الخير السعودي التي كانت ومازالت تنال كل الدعم والتقدير من حكومة هذه البلاد المسلمة وشعبها الكريم المعطاء. [email protected]