عقدت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي حفلها الثالث على شرف أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى المملكة العربية السعودية وأعضاء السلك الدبلوماسي للتعريف بأنشطتها الإنسانية الدولية مساء يوم أمس الأربعاء في قصر الثقافة في الحي الدبلوماسي بالرياض, تحت رعاية من الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس مجلس إدارة هيئة الإغاثة الإسلامية. وقد بدأ الحفل بآيات عطرة من القرآن الكريم ثم ألقى سعادة الأمين لرابطة العالم الإسلامية كلمة ترحيبية في هذه المناسبة, الذي أكد فيها على أن الهيئة تحظى بدعم المسئولين في الدول والمجتمعات التي تمارس الهيئة نشاطاتها, لتذليل كافة الصعوبات والعقبات التي تواجها, إضافة إلى احترام الهيئة والتزامها في أعمالها وبرامجها ونشاطاتها بأنظمة كل دولة مستضيفه, وتحرص على التعاون مع مؤسساتها الرسمية والشعبية, ولا تتدخل في أي شأن داخلي لأي دولة من الدول, وبيًن التركي على مساهمة رابطة العالم الإسلامي وخاصة هيئة الإغاثة الإسلامية على المساهمة في مواجهات الأزمات الإنسانية ومكافحة الإرهاب والتطرف, وتشجع على الحوار والتعاون. وشدد التركي على إسهام هيئة الإغاثة الإسلامية بالدور الفاعل على المستوى الإقليمي والعالمي وحظيها بالاهتمام الكبير من قبل المسئولين والحكومات, وتعاونها مع المنظمات المشاركة لها لتحقيق أهدافها, مبينا إلى أن الهيئة تعتبر أحدى المنظمات الخيرية والإنسانية التي تنطلق من المملكة العربية السعودية, وقد قطعت من عمرها أربعا وثلاثين عاما, معبرة في ذات الوقت عن الحافز الأساسي لها نحو هذا الاهتمام, وهو الإسلام الذي يجعل الإحسان إلى الناس من أبرز أهدافه, وأوضح الدكتور عبد الله التركي أن هيئة الإغاثة الإسلامية تخضع واردتها ومصروفاتها لنظام رقابي دقيق, يحرص على إنفاق هذه الأموال في الإغراض التي نشأت الهيئة لأجلها, من إغاثة المحتاجين من الأفراد والمجموعات, بالغذاء والدواء والملابس وحاجات المأوى, وبعض الخدمات التعليمية والاجتماعية. وأبان عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس مجلس إدارة هيئة الإغاثة الإسلامية أنه منذ تأسيس هيئة الإغاثة الإسلامية وحتى يومنا هذا, وهي تشهد تنوعاً وتوسعاً في أعمالها, وتطوراً في وسائلها وآلياتها, وقد حظيت الهيئة بدعم من المسؤولين في دول المقر المملكة العربية السعودية, بقيادة خادم الحرمين الشريفين, الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود, وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود, وسمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة, وسمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية". ومن جهته رفع سفير جمهورية جيبوتي عميد السلك الدبلوماسي بالإنابة ضياء الدين سعيد بامخرمه, بشكره وجزيل امتنانه إلى إلى المسؤولين في رابطة العالم الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية لعقد هذا اللقاء غير العادي في قلب العروبة النابض, مؤكدا على أن المملكة العربية السعودية تقوم بدور عالمي عظيم في كل مجالات الحياة منذ رفع راية التوحيد المباركة على يد المؤسس, وحتى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك الإنسانية, الذي لا يألو جهدا ومعه سمو ولى عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز, وسمو النائب الثاني في نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف. وأوضح السفير في كلمته إلى أن أعمال هيئة الإغاثة الإسلامية وخيرها يصل إلى بقاع عديدة في أنحاء العالم, دون أن تحجب هذه الخيرية عن جنس أو عرق, وأكد أن الهيئة تقوم بتوفير التدريب والتعليم وتمنح الغذاء والكساء والدواء والمأوي لكثير من المحتاجين حول العالم, وأن ذلك ناتج عن الهبات والمنح التي تجده من نفوس الشعب السعودي الكريم وأن على الجميع أن يفخر بهذه المنظمة الخيرية الرائدة, ونوه سفير جمهورية جيبوتي على أن الهيئة تعمل في كل إنحاء العالم دون تمييز أو حواجز بين شرق الأرض وغربها ولا شمالها ولا جنوبها وهي على اتصال مباشر بالناس مهما بعدت المسافات تتفاعل بايجابية مع ألإراحهم كما تقف إلى جوارهم في أتراحهم. وقال ضياء الدين: "نتابع جميعاً هذه الانجازات منقطة النظير التي تحققها الهيئة بكثير من التقدير والإعجاب, كما نتابع تعاون الهيئة المثمر والبناء مع أكبر المنظمات العالمية العاملة في الحفل الخيري والإنساني منها العالمي ومنها العربي, وأننا نحث الجميع أن يحرصوا كل الحرص على التعاون الكامل مع الهيئة الخيرة المباركة إسهاما في تحقيق أهدافها الإنسانية الكبيرة وأخص في ذلك الزملاء الذين تعمل الهيئة على أراضيهم أو لها مكاتب في بلدانهم, وهي كثيرة تتجاوز خمسة وثلاثون مكتباً تقريبا, تنتشر في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا". واختتم سفير جمهورية جيبوتي كلمة بوجوب على التواصل والتراحم والتعاطف والتآزر بين الناس جميعاً الفقير والغني والكبير والصغير, وأن ذلك تمثلت في رسالة الهيئة حول العالم بإنجازاتها ومشروعاتها وحملاتها التي وصلت إلى الفيافي والغابات والأدغال والدويان والجبل تحمل المساعدات والهبات والعطيات. ومن جانبه أوضح ممثل المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) السيد بيتر فورد, إن هيئة الإغاثة الإسلامية تعد جزءا هاما من شبكة الجهات العاملة في مجال الخدمات الإنسانية في المملكة العربية السعودية, مما جعل المملكة مملكة الإنسانية بما تحمله الكلمة من معنى, مبيناً إلى أن وكالة غوث كانت من أكبر الجهات التي استفادت مما تجود به المملكة العربية السعودية, موضحاً إلى أن الهيئة تعتبر شريكا يتميز بكرم العطاء حيث ساهم في تقديم العديد من الإعمال الإغاثية الإنسانية وخاصة للاجئين الفلسطينيين , الذين ساهموا في تقديم يد العون والمساعدة لقطاع غزة حيث يعيش أكثر من مليون لاجئ منهم, مشددا على تعاون الهيئة مع الوكالة في عديد من المشاريع بدء من برنامج توفير فرص العمل في غزة, حيث قدمت الهيئة تبرع قيمته مليون دولار, الذي ساهم في توفير أكثر من ألف فرصة عمل قصيرة المدى كانت هناك حاجة شديدة لها في ظل الحصار الذي يتعرض له الاقتصاد المحلي, إضافة إلى مسارعة الهيئة بتقديم تمويل لتمكين (الأونروا) من شراء 50 مولدا كهربائيا إثناء الهوج الإسرائيلي على غزة, وقد تم توزيع معظم المولدات على المدارس, مما مكنها من مواصلة التعليم خلال الفترة التي تم فيها قطع إمدادات الطاقة الكهربائية, منوهاً إلى أن الهيئة قامت مؤخرا بتزويد وكالة غوث (الأنروا) معدات جديدة من أجل تزودي أحد المراكز الصحية, ومن المتوقع أن يتم العمل بتنفيذ هذا المشروع في الشهور القريبة. وقد تخللت فعاليات المعرض افتتاح المعرض المصاحب للحفل, الذي اسُتعرض فيه إنجازات هيئة الإغاثة الإسلامية في الآونة الأخيرة, وخاصة إعمال الإغاثة التي قامت بها في سوريا وللاجئين السوريين.