الإحباط، والإحساس المتعاظم بالظلم الوظيفي، هما أخطر ما يمكن أن يهدد إنتاجية أي مؤسسة.. الموظف المحبط يتحول في الغالب إلى عبء يثقل كاهل المؤسسة ويعيق تقدمها.. وبضعة جنود ممتلئون ولاءً وحباً وحماساً هم أكثر تأثيراً بكل تأكيد من جيش كامل من الجنود المحبطين، الأمر هنا يعود لما يمكن تسميته بالرضا والانتماء الوظيفي للموظف، وهي حالة إيجابية لا يمكن الوصول إليها إلا بالعدل في الفرص والمميزات، وبناء البيئة المناسبة والمريحة للعاملين. في أروقة وزارة الصحة يدور جدل كبير حول (بدل الإشراف) الذي يُمنح لرؤساء الأقسام بواقع خمسة آلاف ريال شهرياً في المستشفيات المرجعية والتخصصية، وثلاثة آلاف في المستشفيات الصغيرة، ومثار الجدل (المحبط ) هنا أن هذا البدل الذي يُصرف لرئيس القسم طوال مدة تكليفه لا يخضع في الغالب (بحسب بعض موظفي الصحة) لأي معايير واضحة، بل يتم الاختيار وفق العلاقات الشخصية ومدى القرابة من المدير والادارة، ولك أن تتخيل كمَّ الإحباط الذي سيحدث لبقية موظفي القسم إذا عرفت أنهم لا يتقاضون ريالاً واحداً من هذا المبلغ، رغم أنهم يقومون بنفس العمل، ناهيك عن أن يكون (المتمتع بهذا المبلغ الكبير نسبياً) هو الأسوأ بين زملائه والأقل كفاءة! قناعة الموظف ورضاه الوظيفي هو الهدف الأول لأي إدارة تُفكِّر في النجاح وزيادة الإنتاجية.. أتفق مع من يقولون إن التراتبية الوظيفية وسياسة التحفيز يتطلبان تمايزاً وظيفياً ومالياً، لكن الأمر بحاجة إلى ضوابط عادلة وواضحة وشفافة ومقنعة للجميع، تمنع تدخل يد الواسطة البغيضة في الموضوع، وتعمل على تدوير الحوافز بين العاملين بعدالة وإنصاف؛ حتى لا تتحول الحوافز إلى عوائق تُحبط العاملين وتقتل إبداعهم. [email protected]