النظام العربي تمزق .. يُقتل أبناؤه ويشردون وتُهدم مدنه وقراه ..بينما يسعى بعض الإسلام السياسي وعلى رأسه الإخوان المسلمون إلى التنافس مع الدولة الفارسية للهيمنة على المنطقة .. حيث أن كلاً من هذين الطرفين اعتقد أن انهيار النظام العربي هو إشارة له لكي يتقدم ويهيمن ، وكل منهما ساهم بطريقته في بث الإرهاب والرعب والدمار .. الإخوان المسلمون يسعون إلى السلطة ويستخدمون الدين وباقي الإسلام وسيلة لذلك .. وبالمقابل يتمدد الإيرانيون برجالهم وتدميرهم على مساحة واسعة من الوطن العربي بل ويتبنون بعض هذا الإسلام السياسي . يجب وقف الانهيار الحاصل للنظام العربي ، وعلى أبناء الوطن حكاماً ومحكومين التصدي للتخريب القائم .. فأميركا لا يسوءها ما يحدث. وعندما دخلت موسكو عسكرياً في حملة التدمير السورية سخر أوباما ، الرئيس الأميركي ، من ذلك وقال إن روسيا ستغرق في مستنقع الحرب السورية ، ووصفها بالدولة الإقليمية . وتبين المواقف على الأرض الآن أن روسيا تتصرف كقوة عالمية عظمى بينما قلصت أميركا دورها إلى مستوى الدولة الإقليمية . إيقاف تمدد انهيار النظام العربي يتطلب الاستعانة بكل الذين يهمهم الاستقرار في بلداننا وتحييد القوتين العظميين الصينوروسيا وكسبهما إلى جانب الاستقرار ومحاربة الإرهاب ، ويتطلب أكثر من ذلك توحيد قوانا في المنطقة وتقوية تحالفاتنا . وهناك حديث عن محور أطرافه تركيا والسعودية بالإضافة إلى مصر ..إلا أن الإخوان المسلمين ومن يواليهم يرون المحور قائماً على السعودية وتركيا ، مستبعدين ذكر مصر بالرغم عن أنها أكبر دولة عربية ، في حين أنه من المنطق أن يتكون المحور من السعودية - مصر - تركيا . وللوصول لتحقيق هذا المحور يحتاج الأمر لتصفية نقطتين هامتين تتركزان في الموقف التركي . أولاهما موقفه من مصر وإصراره على تبني جماعة الإخوان المسلمين المصريين ونشاطهم وتصرفاتهم غير الودية تجاه النظام المصري . وثانيتهما العلاقة التركية مع روسيا التي أدى إسقاط الطائرة الروسية من قبل الطيران التركي إلى إدخالها في نفق مظلم من الضروري إخراجها منه .. ودور مثل هذا أي تقريب تركياوروسيا ومصر يبدو أن السعودية هي المؤهلة له نظراً لعلاقتها الجيدة مع كل هذه الأطراف وثقتهم بقيادتها . والإشارة هنا إلى روسيا تنبع من كونها العنصر الدولي الفعال في الوقت الحاضر فيما يتعلق بالمأساة السورية ، وأي حل لانهيار النظام العربي لن يتأتى بدون حل القضية السورية ومنع ملالي إيران من السيطرة عليها .. والمصلحة الروسية هي في التعاون مع السعودية ومحورها . إذ إن محاربة داعش أولوية مهمة بالنسبة للأمن الروسي حيث يقدر عدد الملتحقين بداعش من روسيا وأواسط آسيا أكثر من أربعة آلاف شخص . ويصل عدد المواطنين الروس المسلمين لحوالي عشرين مليون مسلم .. بالإضافة إلى أن العلاقات الاقتصادية فيما بين المملكة وروسيا في تحسن متواصل ، وكانت السعودية قد تعهدت في يوليو من هذا العام بتنفيذ مشاريع في روسيا أغلبها زراعية بما يقرب من عشرة بلايين دولار ، وهو استثمار متى تم يجعله أكبر استثمار أجنبي فيها . [email protected]