في حوادث الاعتداء على الآمنين وإراقة دمائهم على سجاد الصلاة وهم يتلون آيات الله في كل مكان ، بقدر ما تشتعل النيران في صفحات المصاحف وتتناثر أشلاء المسلمين الأبرياء ، تشتعل صدورنا وتتناثر حسراتنا على أمة لا تزداد إلا شتاتاً ، ويقتل أبناؤها بعضهم غدراً و قهراً . كيف تبدو دلالات هذه الآيات في العقول المعطلة : (وَمَنْ أظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى في خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْي وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ، (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) . كيف تقرأ تلك العقول آيات القصاص وإقامة العدل و التحذير من الظلم ، وكيف تتعامل مع مخططات الظلم إذا بلغ حد قتل النفس التي حرم الله بغير حق وفي بيوت أذن سبحانه أن ترفع ويذكر فيها اسمه ؟! فإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي جيشه بقوله : «اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سبِيلِ اللّهِ، قاتِلُوا منْ كفر بِاللهِ، اغْزُوا ولا تغُلُّوا، ولا تغْدِرُوا، ولا تمْثُلُوا، ولا تقْتُلُوا ولِيدًا، أوِ امْرأةً، ولا كبِيرًا فانِيًا، ولا مُنْعزِلاً بِصوْمعةٍ» ، هذا في حالة الحرب ، فما بالك بترويع الآمنين وغدر المؤمنين والاعتداء على حرمات بيوت الله ؟! * كيف ينظر هؤلاء لعز الأمة الإسلامية ، هل حقاً يتطلعون لأن تحققه النفوس المسكونة بالتوتر والشتات و العقول المغرر بها لحداثة سنها وسطحية وعيها ، المجندة للنيل من الإسلام والمسلمين ، وتنفيذ أجندات تخريبية تهدف لنشر الفوضى وقتل الأبرياء ومنع الناس من ارتياد المساجد . وإن كنا في عصر فتن وهوان للأمة واستضعاف لها ، فإن مشاهد قتل المسلمين لبعضهم وتفاخرهم بالغدر و الإجرام في أقدس الأماكن والأوقات، لا يبشر بمجد قادم! هل يعي هؤلاء أنه إذا ارتكب المجرم الباغي جريمة ضد الأبرياء ، فإن الرد عليها لا يمكن أن يكون بارتكاب جرائم ضد أبرياء آخرين ؟ @Q_otaibi [email protected]