برنامج جدارة، هو برنامج للتقديم على الوظائف الحكومية، والتي تقوم وزارة الخدمة المدنية بالإعلان عنها على مدار العام في مختلف الجهات الحكومية، وقد نشرت جريدة الوطن مُؤخَّرًا تقريرًا يُفيد بأن نحو 812,234 مُتقدمًا لبرنامج جدارة للتوظيف بينهم نصف مليون إمرأة، وجميعهم من حاملي الشهادات الجامعية يترقّبون إعلان جدول الاحتياجات السنوية للوظائف، والذي تنشره وزارة الخدمة المدنية على موقعها وفقًا لما يردها من قِبَل الجهات الحكومية، والتي تُحدِّد عدد ونوعية ومتطلبات شغل الوظائف. شهد موقع جدارة تسجيل أكثر من 571,648 امرأة يُمثلن 70% من المتقدمين على الموقع، الذين ينتظرون أن تشملهم الاحتياجات الوظيفية للعام الحالي، في حين مثّل الذكور نسبة 30%، وقد شكَّل خريجو التخصصات العامة كاللغات والعلوم الشرعية والعلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية النسبة الأعلى من المتقدمين لبرنامج جدارة للتوظيف. الجميع يعرف أن هناك شُح في الوظائف الحكومية، كما نعرف بأن هناك آلاف من العاطلين يتقدّمون لشغل الوظائف الحكومية في كل مرة يتم فيه الإعلان عن عدد قليل ومحدود من هذه الوظائف، وعلى الرغم من وجود خريجين في تخصصات لم يعد هناك استفادة منها مستقبلًا، إلا أن الجامعات والمعاهد لازالت تواصل تخريج الطلاب والطالبات منها، وفي المقابل توجد ندرة للكفاءات السعودية في العديد من التخصصات التقنية، مثل أمن المعلومات وإدارة المشروعات وإدارة المخاطر. ولكن، لماذا ينتظر أكثر من 800 ألف مواطن ومواطنة الوظيفة الحكومية؟ ولماذا يصر بعضهم على أن يبقوا عاطلين في انتظار الوظيفة الحكومية؟ وهل تقدم بعضهم للقطاع الخاص والتحق به وبقي مسجلًا في برنامج جدارة في انتظار الوظيفة الحكومية أم لا؟ وهل هناك برنامج عملي لخفض هذا العدد خلال ال5 سنوات القادمة في ظل وجود خريجين جُدد في كل عام؟ وفي ظل شُح الوظائف الحكومية ما هي الحوافز الموجودة لعرض هذه القوائم على القطاع الخاص لاستيعاب الخريجين؟ وهل يرفض هؤلاء الوظيفة في القطاع الخاص لو توفرت لهم، ويُفضِّلون البقاء كعاطلين في انتظار الوظيفة الحكومية؟ لابد من برنامج وطني يعمل على توعية مَن ينتظر الوظيفة الحكومية، وخصوصًا خريجي التخصصات غير المطلوبة، بأن انتظارهم سيطول، وترقّبهم للوظيفة قد يستمر عدة سنوات، ولذلك فإنه من الأفضل لهم إما الاتجاه للقطاع الخاص، أو العمل على الاستفادة من الجهات الداعمة للمشروعات الصغيرة ليبدأ مشروعه الخاص. [email protected]