أرسلت الأممالمتحدة دعوات بعد ظهر أمس الثلاثاء إلى المعارضين المفترض أن يشاركوا في مفاوضات السلام السورية في جنيف ابتداء من الجمعة، شملت شخصيات معارضة من خارج وفد الهيئة العليا للمفاوضات التي تواصل اجتماعها في الرياض لتحديد موقفها النهائي من المشاركة. فيما تستأنف الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن لقاء المعارضة السورية في الرياض صباح اليوم الاربعاء اجتماعها لتحديد موقفها النهائي من المشاركة في مفاوضات جنيف المرتقبة الجمعة، وفق ما قال عضو الهيئة سالم المسلط لوكالة فرانس برس، وقال المسلط «أنهت الهيئة اجتماعها مساء الثلاثاء على أن تستأنفه عند الساعة العاشرة من صباح الاربعاء»، واشار الى أن «الأجواء إيجابية»، موضحًا أن الهيئة «ستطلب (من الأممالمتحدة) الاستفسار عن بعض القضايا وخصوصًا الإنسانية منها». ويتزامن ذلك مع تقدم ميداني جديد حققه الجيش السوري على حساب الفصائل المقاتلة والإسلامية بسيطرته على بلدة الشيخ مسكين الإستراتيجية في جنوب البلاد، وأرسلت الاممالمتحدة الثلاثاء «الدعوات للمشاركين السوريين، وفقًا للمعايير المحددة في قرار مجلس الأمن رقم 2254 (2015)»، وفق ما أعلن مكتب موفد الأممالمتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في بيان. وقال هيثم مناع، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية وهو تحالف عربي كردي معارض ينشط خصوصًا في شمال سوريا، لوكالة فرانس برس: «تلقيت دعوة للمشاركة في المحادثات بصفة مفاوض»، وأضاف: «تمت أيضا دعوة ثلاث شخصيات من تيار قمح» الذي يرأسه، وأكد قدري جميل، رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» المقيم في موسكو لفرانس برس بدوره تلقيه دعوة، مضيفًا: «أنا في طريقي الى جنيف بعدما تلقيت دعوة للمشاركة في المفاوضات»، ولم يكن مناع وجميل في عداد الوفد التفاوضي الذي أعلنته الهيئة العليا للمفاوضات في وقت سابق. واعترضت موسكو في وقت سابق على اقتصار تمثيل المعارضة على الوفد الذي شكلته الهيئة العليا للمفاوضات مطالبة بتوسيع التمثيل ليشمل قوى وشخصيات معارضة أخرى وعلى رأسها حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي لم يعلن حتى الآن تلقيه دعوة، وشكلت مشاركة حزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الأهم في سوريا، محور سجال الثلاثاء بين موسكو وأنقرة، إذ هددت الأخيرة بمقاطعتها عملية المفاوضات في حال مشاركته، وقال مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديموقراطي سيهانوك ديبو لفرانس برس: «حتى الآن لم يتلق حزب الاتحاد الديموقراطي دعوة للمشاركة في محادثات جنيف»، وتوقع تلقي حزبه الدعوة «خلال الساعات المقبلة او الاربعاء كأبعد حد». وحمل ديبو المسؤولية لتركيا، مشيرًا إلى أنها كانت المسؤولة أيضا عن عدم مشاركة حزب الاتحاد الديموقراطي في اجتماع المعارضة في الرياض في ديسمبر، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «بدون هذا الحزب، بدون ممثليه، لا يمكن أن تحقق المفاوضات النتيجة التي نريدها وهي تسوية سياسية نهائية»، في حين أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمام نواب حزبه: «نرفض بشكل قاطع حضور حزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب حول طاولة المفاوضات».