حملني مقال الأسبوع الماضي عن هجرة الإبل بعد معاناته من التجاهل في بيئته الأصلية، إلى التساؤل حول ما يُلصق بالإبل من صفات يأتي على رأسها الحقد حيث نسمع عن أن البعير أحقد الحيوانات على الأرض حتى صار يُطلق على الإنسان الحقود «أحقد من الجمل». *** ولقد تعرضت في مقال قديم [الجمعة 14/05/2010] إلى ما أسميته «الحالة البعيرية» وذلك لتحليل حالة التجهم والنكد التي تميز نسبة عالية من السعوديين، حيث اكتشف أحدهم أن البعير، وهو أكثر الحيوانات تعايشاً معنا، يشاركنا في حالة التجهم والنكد. وذلك لعدة أسباب: ففي «براطمه» دلالة على أننا شعب «مبوز» دائماً ولا نؤمن بالابتسامة. وفي رقبته الطويلة دلالة على «لقافتنا»! وفي سنامه دلالة على أنه اللي ما عنده ظهر .. يلغي أحلامه وطموحه .. وشهادته يبلها ويشرب مويتها! وفي ذيله المعلق .. وصف لطبيعتنا في ترك الأعمال وراءنا مُعلقة دون إنجاز. *** وأخيراً .. هناك شكوك في أن وباء «كورونا» قد انتقل للإنسان عن طريق الإبل، وأتساءل اليوم هل انتقلت أيضاً عدوى الحقد وعدم النسيان من البعير للإنسان بعد أن أصبح أدب الخلاف فضيلة غائبة، ولم تعد الكلمة الطيبة تنفع في إزالة الجفوة التي جلبها سوء الفهم أو عدم اتفاق الآراء؟! #نافذة: [[لا يهنأ بالنوم .. من ينام على وسائد حقد! كما يسعد بالنوم من يتوسّد وسائد وِدّ!!]] أحمد م. باعشن [email protected] [email protected]