رحبت مراكز حقوقية بمصر بتنفيذ الأحكام الشرعية بحق 47 مدانًا في المملكة أمس، مؤكدين أنه قرار تاريخي للمملكة يعطي رسالة مباشرة للفئة الضالة أن القصاص سيكون بحق كل إرهابي خان وطنه ودينه وربه. واعتبر حافظ أبوسعده عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان تنفيذ الحكم قصاصًا لجرائم الفئة الضالة التي روعت المواطنين وعرضت استقرار المملكة للخطر، مشيرًا إلى أن تنفيذه في هذا التوقيت هام للغاية في ظل تمدد التنظيمات الإرهابية وتغلغلها في داخل دول المنطقة حتى أصبحت مرتعًا لحفنة من الشباب ظنوا أنهم قادرون على قلب الأنظمة وتهديد وترويع الآمنين، حيث قال «وفى رأيي أن الحكم جاء متوافقًا مع الشريعة ولم ينظر فيه إلا للمصلحة العامة فقط». وأكد أن المملكة تسير فى الطريق القويم نحو تنفيذ العدالة الناجزة حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه الإقبال علي هذه الجرائم والتي أصبحت علامة سوداء في تاريخ التنظيمات الإرهابية، وأشار إلى أنها قطعت كل السبل نحو تحقيق الإصلاح وأنشأت برامج رائدة في المناصحة، قائلاً: هذا الحكم سيكون بمثابة السكين على رؤوس الخارجين على القانون وحائط صد ضد التشدد والغلو، وأضاف: إن المملكة لها جهود كبيرة في مكافحة الإرهاب وتجربة رائدة تحظى بتقدير دولي منذ سنوات. ووصف أسعد هيكل المحامى الحقوقي تنفيذ الحكم بحق الإرهابيين ب»التاريخي» الذي يردع كل من تسول له نفسه ترويع الآمنين وزعزعة الاستقرار والأمن، مؤكدًا أن جرائم الإرهاب لها طبيعتها وأن ما حدث يعد نموذجًا يحتذى به في جرأة القرار وعدالته لتطبيق شرع الله مصداقًا لقوله تعالى: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أوتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض». ووصف الحكم بالعادل جزاء لما اقترفوه من جرائم بمختلف أنحاء المملكة وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية بالتفجير والسلب والنهب، موضحا أن المملكة آمنة ولم تكن تعرف هذه الجرائم خاصة استخدام القنابل اليدوية والأسلحة النارية والتمثيل بالجثث وحتى الخطف، وأكد أن الحكم جاء عقابًا لعمليات إزهاق الأرواح. وأكد هيكل أن تنفيذ الحكم يعد نوعًا من الردع وهو أمر تمتاز به المملكة عن سائر الدول في سرعة تطبيق العدالة وعلانية التنفيذ وهو شيء مهم ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه قتل أخيه الإنسان ومن يتخذ من الدين ستارًا يتعلل به وراءه حين يقتل ويسفك الدماء. وقال: إن على الدول العربية مجتمعة خاصة المملكة ومصر أن تحكم القبضة على شيوخ التطرف والفتنة الخارجين عن المنهج الإسلامي. قصاص من الفئة الضالة أما مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية العقيد خالد عكاشة فقال: إن تنفيذ الحكم في كل هذا العدد يثير الخوف والرعب في نفوس كل التنظيمات الإرهابية التي ظنت أنها بعيدة عن القصاص والإفلات بالأفعال الإجرامية التي يقومون بها تنفيذًا لأجندات خارجية، مؤكدًا أن القصاص هو أول الطريق لاجتثاث هذه الآفة الآثمة التي انتشرت في مختلف دول المنطقة العربية بل وتعدتها إلى دول أوروبية كانت تعتقد أنها بعيدة عن أذرع العمليات الإرهابية. وأوضح «عكاشة» أن العدل أساس استقرار الشعوب والاقتصاص من مرتكبي الأعمال الإجرامية هو في حد ذاته عودة للحقوق. وحول محاولات البعض الاعتراض على الأحكام واعتبارها أنها إزهاق للأرواح، قال «عكاشة»: وأين كانت هذه المنظمات عندما قام هؤلاء بقتل وترويع الآمنين، لافتًا أن القوانين الدولية نفسها تواجه العمليات الإرهابية التي تسعى لنشر الفوضى والاضطراب والقتل وبث الذعر والرعب في النفوس. وأشار إلى أن المجتمعات العربية الآن في حالة حرب مفتوحة مع الإرهاب تتطلب العدالة والسرعة في تنفيذ الأحكام، وتنفيذ القصاص حماية لأمن واستقرار المجتمع. حزم المملكة وقال د.سعد الكومي عضو مركز الأرض لحقوق الإنسان: إن تنفيذ الحكم في هؤلاء الإرهابيين يعطي صورة واضحة للحزم الذي تنتهجه المملكة في تعاملها مع هذه الجرائم، مشيرًا إلى أنه يردع كل من يفكر في انتهاج الفكر المتطرف، ورأى أن تنفيذ الحكم سيؤدي حتمًا إلى عودة الكثير من أصحاب الأفكار المتطرفة خاصة الشباب إلى رشدهم. المزيد من الصور :