افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى يوم الأربعاء 12 /3/ 1437ه بكلمة ضافية تناول فيها شؤون الوطن والتنمية، ومما جاء فيها عن اللحمة الوطنية قوله: «الجميع يدرك أهمية الوحدة الوطنية، ونبذ أسباب الانقسام، وشق الصف، والمساس باللحمة الوطنية» موصيًا المواطنين بأن «نتصدى لكل دعوات الشر والفتنة، أيًا كان مصدر هذه الدعوات، ووسائل نشرها، وعلى وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة في هذا الجانب». للأسف إن كثيرًا من الدول العربية الشقيقة تتعرض وحدتها الوطنية لمهددات تفكيكها بسبب انقسام مواطنيها طائفيًا، وإذكاء هذه الطائفية حتى تحوَّلت لحرب أهلية تُغذِّي من خارجها، وقد تورط بعضهم بجلب المحتل إلى بلاده وتسبب في هدم كا ما بُني من تنمية عبر عشرات السنين، فالمنطقة للأسف الآن تتعرض لهجمة شرسة لتفتيت الوحدات الوطنية بتخطيط خارجي وتنفيذ على يد المواطنين حين أثاروا الطائفية التي أنستهم رباط الوطنية. لقد أنعم الله علينا بوحدة وطنية هي سياج أمننا واستقرارنا، وبدونها لا قيمة لكل ما نملك من مال وبترول وعمائر وشوارع وغيرها، فالأمن هو أس كل حياة كريمة، ومن يرفل في النعمة لا يحس بها إلا إذا فقدها كالمريض لا يعرف قيمة الصحة إلا إذا فقدها. هناك وسائل إعلام تبث دعوات لهدم وحدتنا من خلال إذكاء الإقليمية أو الطائفية، وهي -بحمد الله- لم تثمر ولن تثمر إن شاء الله، إذا تصدينا لكل فتنة تبثها وسائل الإعلام مسموعة ومرئية ومكتوبة ومن خلال وسائل الاتصال، وبخاصة من أولئك الذين يرسلون رسائل شر بأسماء وهمية من دول معادية في الأغلب. إن الطائفية (إقليمية أو مذهبية) التي فتكت ببعض أشقائنا العرب خير نذير لنا بألا نسمح لها أن تتسرب إلى بلادنا، فنحن شعب واحد، وديننا واحد، ولغتنا واحدة، وأمننا واحد، والتآلف الذي بيننا خير رد على دعاة الفتنة، ولن يتصدى لذلك سوى رفضنا لكل دعوة شر، سواء أكانت صادرة من الداخل أو الخارج، ثم تصدى وسائل إعلامنا لكل ناعق من أولئك الإعلاميين الذي عاشوا على بث الفرقة والدعوة للشر وبنوا لحومهم من الكسب من ذلك حتى لو كانت دولهم تبدي لنا ودًا وهم يبثون سمومًا لحسدٍ في نفوسهم على ما أعطانا الله من خير وأمن ووحدة. حفظ الله بلادنا قيادة، وشعبًا، ووحدة، وأمنًا، وأدام علينا نعمه الظاهرة والباطنة، فحفظها بحفظنا لوحدتنا، فهي ظلال الأمن والاستقرار الذي ننعم به. [email protected]