خبر طريف تم تداوله على نطاق واسع بعد نشره في مجلة «كوارتز» على الإنترنت مفاده: «المدير السيّئ قد يُسبب أضرارًا صحية كتلك الناتجة عن التدخين»!!، إذ كلما زادت الفترة الزمنية التي تعمل فيها مع مدير من النوع المزعج أو سيئ الطباع، كانت الآثار الناجمة عن ذلك أكثر ضررًا بالنسبة لصحتك البدنية والنفسية. وبحسب تقرير «جمعية علم النفس الأمريكية» فإن (75%) من العمّال الأمريكيين يُقرون أن مديريهم أكبر سبب لمعاناتهم من التوتر في بيئة العمل، لكن التقرير يشير إلى أن معظم هؤلاء العمّال (59%) ممن يرأسهم مديرون سيّئون، لا يتركون وظائفهم لهذا السبب. وبحسب الخبر، فإن باحثين من كلية هارفارد للأعمال، وجامعة ستانفورد بالولايات المتحدةالأمريكية، توصلوا إلى أن «ضغوط العمل الشائعة يمكن أن يكون لها نفس الآثار الصحية على العاملين، التي يسببها التعرض لكميات كبيرة من دخان السجائر في حالات التدخين السلبي». ولعل ما يُستفاد من هذا الخبر، إمكانية الاستناد على تقارير ودراسات علمية تسلّط الأضواء على «المدير السيئ» بوصفه أحد عوامل خطر الإصابة بأمراض صحية خطيرة، وأحد الأسباب التي من المهم تجنبها لخفض نسبة المعاناة الصحية والنفسية للموظفين، كما تُشجع تقارير كهذه على إجراء الكشف النفسي على أصحاب المناصب القيادية، ورصد مظاهر اضطراباتهم الشخصية والسلوكية والعقلية التي تجعل منهم مصادر ضغط وتوتر في البيئة الوظيفية، والعمل على إبعادهم عن اتخاذ القرارات العشوائية والضارة بالموظفين وسير العمل، نتيجة سلوكياتهم النرجسية أو العُدوانية، إذ مما يزيد المشكلة تعقيدًا، صعوبة انتقال الموظف لوظيفة أخرى اتقاء لشر هذا المدير أو ذاك، وتجنبًا للأثر السلبي لسلوكياته المرَضية على الصحة، في ظل انتشار الفساد الإداري وقلة الوظائف المناسبة المتاحة، وانحسار الحوافز وضعف التشجيع على العطاء والإنجاز، ناهيك عن الإبداع. وأخيرًا أتساءل: إذا كان (75%) من الموظفين في المجتمع الأمريكي يذكرون أن مديريهم في العمل هم أكبر سبب لتوترهم في البيئة الوظيفية، على الرغم من تطبيقها قوانين وأنظمة تضمن قدرًا كبيرًا من الشفافية والمحاسبة والتقييم، وحماية المقدّرات والحقوق ومحاربة التمييز العنصري، وانخفاض مستوى المحسوبية والواسطة، فكم هي تلك النسبة المُماثلة في المجتمع الوظيفي السعودي؟!. [email protected]