أبدى عدد من ملاك الإبل تضررهم من من قرار استبعادها من هدي وأضاحي حج هذا العام بحجة أنها ناقل أو محتضن لفيروس «كورونا» وقالوا ل»المدينة»: إن القرار الذي صدر مؤخرًا تمثل في منع دخول الإبل إلى مكةالمكرمة طيلة فترة الحج، بالرغم من عدم وجود ما يثبت طبيًا أنها المصدر الرئيس للفيروس، مطالبين الجهات المعنية إثبات أن الإبل ناقل أو محتضن لهذا المرض، وأكدوا أنهم لم يتعرضوا إلى أي إصابة بهذا الفيروس رغم مخالطتهم للإبل بشكل مستمر، فيما تمسكت بقرار المنع، وقال المتحدث الرسمي للوزارة: إن الفيروس قد ينتقل من المتعاملين مع الإبل إلى باقي الحجاج، ومن ثم انتشار المرض بينهم، وعليه صدرت فتوى شرعية لتساند جهود الوزارة في احتواء الفيروس والسيطرة عليه والحد من انتشاره، حفاظًا على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين وحجاج بيت الله الحرام. في البداية قال كل من علي الزهراني وغازي الحتيرشي الهذلي ومساعد بن شكاك (ملاك إبل): «لم نجد مبررًا لهذا المنع الذي بسببه تكبدنا خسائر فادحة، فبعد أن انفقنا أموالنا على تربية ماشيتنا طيلة العام من أجل بيع بعضًا منها داخل مكة بالتحديد «حراج المعيصم» في موسم الحج، تفاجأنا بالمنع من دخولها مكة بداعي فيروس «كورونا»، مشيرين إلى أن ذلك المنع لم يبنى على دراسة طبية بل اجتهادات وتوقعات لا تمت للحقيقة بصلة على حد قولهم. وأضافوا: رغم التحذيرات من قبل وزارة الصحة على ملاك الإبل من تعرضهم للفيروس، ولله الحمد لم نصب بأي عارض كما أدعت وزارة الصحة بالرغم من مخالطتنا للإبل منذ الصغر، لافتين إلى أنهم ورثوا المهنة أبًا عن جد. وقال عبدالله علي: إن عددًا من الأطباء يرتادون حظائر الإبل بين الفينة والأخرى لطلب الشفاء من «ألبانها وأبوالها»، وذلك استنادا لحديث المصطفى المشهور ولما ثبت طبيا حول هذا الجانب. وشاركه الرأي الشيخ سعد بن مصلح، مستغربا أن الإبل لم يمنع استيرادها من خارج المملكة. وأضاف أن ملاك ودلالي الإبل تلقوا إنذارًا منذ منتصف ذي القعدة من قبل أمانة العاصمة المقدسة بإخلاء حظائر المعيصم بشكل سريع قبل أن تتعرض ماشيتهم للمصادرة والإعدام. وفي ذات السياق، أبدى أحد العاملين ب»ملحمة الحاشي» استياءه من قرار منع دخول الإبل عبر منافذ مكة في موسم الحج، الأمر الذي تسبب في تكبد المحل الذي يعمل فيه خسائر فادحة نظير عدم تمكنهم من استيرادها من خارج مكة لتقديمها لزبائنهم. وقال: «تأثرت معظم المحلات والمطاعم داخل مكة، التي تقدم الوجبة المعروفة ب»كبسة حاشي» من جراء المنع، الذي تم تطبيقه من أجل الهدي والأضاحي فقط، وأضاف: محلات الملحمة هي الأخرى أصبحت خالية الوفاض «في ظل زيادة الطلب الذي فاقم المشكلة مما يجعل إغلاقها أمرا محتما في هذه الآونة، وبين أن سعر الكيلو بلغ 90 ريالا بدلا من السعر المعتاد 40 ريالاً لقلة المعروض وزيادة الطلب. وذكر والد أحد العرسان بالعاصمة المقدسة أنه فوجئ الأسبوع الماضي عند قدومه بعدد من الإبل من خارج مكة، والذي كان ينوي تقديم لحومها للضيوف بالمنع وعدم السماح له بالدخول والعبور عبر منافذ العاصمة المقدسة بداعي أن الإبل تحمل فيروس كورونا وقد تم حظرها لحج هذا العام. وأضاف رغم التوضيح للعاملين بالمنفذ أن الهدف من جلبها هو من أجل الزواج لا من أجل الحج، إلا أنهم أصروا على عدم دخولها إطلاقا. من جهته أوضح رئيس طائفة دلالي وبائعي المواشي بمكةالمكرمة الشيخ محمد عبيدالله الوذيناني، أن ملاك الإبل والدلالين بالمعيصم تلقوا إنذارا قبل أيام من قبل أمانة العاصمة المقدسة لإخلاء جميع الحظائر فورا، مشيرًا إلى أن بعضا من الحظائر بالفعل قد أخليت وتوقف الحراج اليومي المعتاد، ولفت بحسب ما جاء على لسان مسؤولي الجهات المعنية إلى أن من لم يلتزم بإبعاد ماشيته (الإبل) ستصارد وتعدم. وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة فيصل الزهراني ل»المدينة»، أنه نظرًا لتزامن زيادة حالات الإصابة بمرض كورونا مع بدء موسم الحج، حيث إن الحجاج وعمال المسالخ والجزارين يتعاملون مع الإبل فقد ينتقل الفيروس إليهم ومن ثم ينتقل إلى باقي الحجاج وعليه صدرت فتوى شرعية لتساند جهود الوزارة في احتواء الفيروس والسيطرة عليه والحد من انتشاره حفاظًا على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين وحجاج بيت الله الحرام. وكان مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وافق على استبعاد الإبل من هدي وأضاحي حج هذا العام والاكتفاء بالأبقار والأغنام، بناء على طلب من وزير الصحة للحد من تفشي مرض «كورونا»، الذي فتك بالعشرات منذ انتشاره في عام 2012، والذي رأت وزارة الصحة أن الإبل المصدر الرئيس لهذا المرض. المزيد من الصور :