أصدرت اللجنة الدائمة للفتوى فتوى شرعية بمنع إدخال الإبل إلى المشاعر المقدسة وعدم ذبحها والاكتفاء بذبح البقر والغنم في الهدي والأضاحي والفدية، ودعوة المخالطين للمصابين بمرض «كورونا» إلى تأجيل حجهم لهذا العام إلى الأعوام المقبلة، وذلك بناء على ما ثبت للجهات الطبية في وزارة الصحة بشأن ظهور متلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي يسببها فيروس «كورونا»، وأن مخالطة الإبل الحاملة للفيروس سبب للإصابة به، وأن بهيمة الأنعام الأخرى من البقر والغنم غير حاضنة لهذا الفيروس حسبما يتوفر من معلومات حالياً. وبررت اللجنة قرارها نظراً لتزامن زيادة حالات الإصابة بمرض كورونا في هذا الوقت مع بدء موسم الحج هذا العام 1436 ه؛ وحيث إن الحجاج وعمال المسالخ والجزارين وغيرهم قد يباشرون ويتعاملون مع الإبل في الهدي والأضاحي والفدية فقد ينتقل الفيروس إليهم، ثم ينتقل منهم إلى باقي الحجاج والمخالطين لهم.. كما أثبتت الدراسات والواقع انتشار العدوى بسرعة كبيرة داخل المستشفيات وأن نسبة الوفاة عند المصابين بالفيروس عالية. وقالت اللجنة: نظراً للأعداد الكبيرة من الحجاج وازدحامهم ووجود تقارب بينهم في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة فإنه يخشى من انتشار المرض بين الحجاج بسبب تقاربهم وتزاحمهم.. وحيث إن حكومة خادم الحرمين ممثلة في لجنة الحج العليا تولي صحة الحجاج عناية كبيرة جداً، وإن من أهم الأمور في هذا الموضوع العناية والاهتمام بالجانب الوقائي قبل العلاجي؛ فإن اللجنة بناءً على ذلك ترى منع إدخال الإبل إلى المشاعر والاكتفاء بذبح البقر والغنم في الهدي والأضاحي والفدية وعدم ذبح الإبل أو إدخالها إلى المشاعر وما حولها؛ تجنباً لانتقال العدوى بهذا المرض وانتشاره بين الحجاج مما يترتب عليه إلحاق الضرر بهم ونقل المرض إلى بلدانهم. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا يوردُ ممرض على مصح) رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : (فر من المجدوع فرارك من الأسد) أخرجه البخاري في صحيحه، وهذه الأحاديث تدل على مشروعية أخذ الوقاية والحذر من المرض والبعد عن أسباب انتشاره.