تجمع عشرات آلاف المواطنين في وسط بيروت مساء أمس السبت بناء على دعوة ناشطين في المجتمع المدني، منددين بالطبقة السياسية بمجملها التي يتهمونها بالفساد وبالعجز عن تأمين ادنى متطلباتهم الحياتية. فيما أوقف الأمن العام اللبناني محمد حاتم المنتمي لتنظيم القاعدة والمطلوب، لقيامه بأعمال إرهابية في لبنان منها الانتماء إلى الخلية المسؤولة عن تفجير مطعم «الماكدونالدز» وتفجير سوبر ماركت والاشتراك بتنظيم خلية إرهابية كمجموعة القرعون في البقاع. وتعتبر تظاهرة السبت الاكبر في تاريخ لبنان التي تحصل بمبادرة من المجتمع المدني، اذ اعتاد اللبنانيون المنقسمون بحدة حول السياسة والدين على النزول في الشارع بناء على توجيهات الزعماء السياسيين. وقال أحد منظمي التجمع لوسيان ابو رجيلي لوكالة الانباء الفرنسية «لا يمكننا تقدير عدد المشاركين، لكنه بالتأكيد اكبر بكثير مما كنا نتوقع». وغصت ساحة الشهداء بالمتظاهرين الذين قدموا من مناطق مختلفة، ومن كل الاعمار، وبينهم شباب ورجال ونساء واطفال وشيوخ. وعلى الرغم من ان السبب المباشر لانطلاق الحملة التي تحمل عنوان «طلعت ريحتكم» هو ازمة النفايات، الا ان المتظاهرين حملوا معهم عشرات المطالب الحياتية المزمنة. ووقف ناشطون يوزعون على الوافدين اعلاما لبنانية كتب عليها «طفح الكيل»، بينما ارتدى العديد من المتظاهرين والمنظمين قمصانا قطنية بيضاء كتب عليها «طلعت ريحتكم» وهو الشعار الاساسي الذي انطلقت منه الحملة منذ نهاية يوليو الماضي. وقالت مريم، وهي امرأة خمسينية، لوكالة الانباء الفرنسية «جئت لان غضبي كبير الى درجة لم اتمكن من البقاء في المنزل، وآمل ان يصل صوتي الى السياسيين الذين يسيئون استخدام السلطة». وحولها كان متظاهرون يهتفون «يسقط يسقط حكم الازعر»، او «ثورة، ثورة، ثورة». وبدأ حراك المجتمع المدني بعد ان غزت النفايات شوارع بيروت ومناطق اخرى في ازمة نتجت عن اقفال مطمر رئيسي للنفايات جنوب العاصمة وعن انتهاء عقد شركة «سوكلين» المكلفة جمع النفايات من دون التوصل الى ابرام عقد جديد. وامام الحشود التي تجمعت في وسط العاصمة تلت ناشطة بيانا صادرا عن المنظمين جاء فيه «اليوم كسرنا الحواجز من جماعات طائفية. فككنا كل الارتباطات التي ترهن مستقبلنا لصالح الزعماء. اليوم منعطف اساسي في حياتنا». وتابعت «معركتنا لا تزال في بدايتها حتى تعود مؤسساتنا ملكا للناس لا للزعماء. مستمرون حتى يصبح لنا رئيس جمهورية مستمرون حتى استقالة وزير البيئة محمد المشنوق الذي فشل في اداء واجبه. مستمرون للمطالبة بتوقيف كل من اطلق النار على المواطنين الاسبوع الماضي ومحاكمة وزير الداخلية نهاد المشنوق». كما طالب البيان ب»حل مستدام بيئي وصحي لموضوع النفايات». وختم البيان «لسنا هواة تظاهرات. نزلنا لانكم خنقتمونا. نزلنا لان اولادنا يستحقون خيارا افضل». واعطت منظمات المجتمع المدني الحكومة «مهلة 72 ساعة للبدء بتنفيذ مطالبنا. واذا لم تتم الاستجابة، الثلاثاء المساء نتجه الى التصعيد». وكشفت أزمة النفايات عن جمود سياسي أوسع نطاقا في لبنان الذي يشهد صراعا طائفيا على السلطة بعد أكثر من عقدين على الحرب الأهلية وزادت حدته مع احتدام الصراع في سوريا. وقال صلاح نور الدين وهو لبناني جاء من بريطانيا للمشاركة في الاحتجاج إن الوقت حان «لإزالة النظام الفاسد اللي ورثناه من وراء الحرب الأهلية اللبنانية». وأضاف «وبدعي كل المغتربين وكل اللبنانيين من كل الطوائف ينزلون عالأرض. إذا ما نزلتو ما مننجح. إذا بدنا نضلنا خانعين ببيوتنا حيضلو حاكمينا لخمسة وعشرين سنة ثانيين ويمكن أكثر». وقالت منظمة العفو الدولية السبت إنه يجب على لبنان التحقيق في مزاعم بشأن استخدام أفراد من الأمن القوة المفرطة في تفريق المحتجين الأسبوع الماضي ودعت إلى ضبط النفس. واتخذت تدابير امنية مشددة تجنبا لتكرار اعمال شغب شهدها تجمعان دعي اليهما في نهاية الاسبوع الماضي، وانتشرت قوى الامن والجيش في شوارع العاصمة خصوصا في ساحة الشهداء ومحيطها. وشارك عشرات الفنانين في التحرك، في ظاهرة غير مألوفة في لبنان. وتقدمت المظاهرة سيارة تبث أغاني وطنية وعليها شعار «حلوا عنا»، كما واكبتهم عناصر من قوى الأمن الداخلي، لتأمين سلامة المظاهرة. وقد رفع المتظاهرون الأعلام اللبنانية. المزيد من الصور :