تُعتبر محافظة جدة -بوابة الحرمين الشريفين- القلب النابض الذي تنطلق منه خطوط المواصلات في اتجاهات متعددة من ميناءيها الجوي والبحري، اللذين يخدمان معظم مدن ومحافظات المملكة عظيمة الاتّساع. وقد ارتبطت هذه المحافظة الحيوية المهمّة بشبكة طرق حديثة، توصلها بأهم المناطق الحضرية في بلادنا، ومنها طريق جدة - مكة السريع، الذي يُعتبر أنموذجًا عالميَّ المستوى من الطرق السريعة من حيث الإنشاء الجيد، والكفاءة الاستيعابية، والمسارات المتعددة، والجدوى الاقتصادية العالية، حيث تمر به عشرات الآلاف من السيارات يوميًّا ذهابًا وإيابًا، وقد تزداد حركة المركبات على هذا الطريق أضعافًا مضاعفة أوقات العمرة والحج إلى بيت الله الحرام. يماثل طريق مكةالمكرمة من حيث الكفاءة والجودة العالية، وحسن التنفيذ العديد من الطرق مثال: طرق جدة - المدينةالمنورة، وجدة - جازان، وجدة - ينبع الدولي السريع، والعديد من الطرق التي تربط المحافظة بمثيلاتها في داخل منطقة مكةالمكرمة، والمناطق الأخرى المجاورة لها. ومحور مقالنا هو طريق جدة - ينبع الدولي السريع، والذي يمتد لأكثر من (900 كيلومتر) من جدة حتى محافظة حقل على حدودنا مع المملكة الأردنية الهاشمية، ويخدم العديد من المحافظات على طول امتداد الطريق، ويوصل مناطق المملكة بعضها ببعض، ويقدم خدمات جليلة للحجاج والمعتمرين القادمين من شمال المملكة، وينقل البضائع والبترول ومشتقاته من مدينة ينبع الصناعية إلى جهات متعددة في البلاد وخارجها، كما أنه يخدم المواطنين والمقيمين المسافرين بين جدةوينبع، لاسيما العاملين في المدينة الصناعية بهيئة الجبيلوينبع، ويخدم الكثير من مستخدمي الطريق الراغبين في قضاء مصالحهم في محافظة جدة. وقد أنشئ هذا الطريق قبل عقدين من الزمان على أرقى المواصفات والمقاييس العالمية إنجازًا وتنفيذًا، ولكن مشكلته تتمثل في عدم وجود مراكز خدمات على طول جانبي الطريق من جدة حتى ينبع ذهابًا وإيابًا، وبذلك أصبح الطريق موحشًا ومفتقرًا للخدمات، ممّا أفقده الكثير من جماله وروعته كإنجاز حضاري، كما فقد الطريق بعضًا من خصائصه بالغة الأهمية وهي توفر الخدمات التي أصبحت ضرورة ملحّة على طول الطرق السريعة التي تخدم المناطق المتباعدة من بلادنا، كما أنه يربط المملكة بدول الجوار، ويساعد في تنشيط حركة السياحية بين الدول المجاورة للمملكة. إن نقص الخدمات يؤثر في نفسية مرتادي الطريق، بخاصة عدم وجود محطات التزوّد بالوقود، وهي ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لسالكي الطرق السريعة، حيث يفاجأ المسافرون بعدم وجود مراكز خدمية على طول الطريق ولمسافة تزيد عن (300 كيلومتر)، وهو أمر في غاية الصعوبة التي تواجه جميع مستخدمي هذا الطريق، وسالكيه من الفئات المختلفة، خاصة القادمين من خارج المملكة والذين تعوّدوا على وجود الخدمات على امتداد الطرق السريعة في المملكة. كلنا أمل ورجاء في الجهات المسؤولة عن الطرق السريعة في النظر لحل مشكلة طريق جدة - ينبع السريع بإنشاء محطات ومراكز خدمية على طول الطريق ذهابًا وإيابًا كما هو معمول به في بقية شبكة الطرق السريعة بالمملكة. ولا يفوتني أن أشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ممثلة في وزارة النقل في سعيها الدؤوب في الاهتمام بطرق النقل والمواصلات السريعة التي تربط أجزاء المملكة المتباعدة، والتي أنجزت على أرقى المستويات العالمية، وأصبحت مفخرة لجميع مستخدمي الطرق من مواطنين ووافدين وزائرين، والتي أصبحت واقعًا ملموسًا يشهد به الجميع. [email protected]