«الجدارية بالنسبة لي حالة فريدة من الحوار بين الخامات والوسائط والمجالات، وتتعدى المسطح إلى التجسيم والنحت».. بهذه الجملة عبر د. عبدالسلام عيد، خبير تجميل منظمة المدن العربية، ومصمم أقدم جداريات مدينة جدة عن حبه لعمله، الذي أبدع فيه، قائلا:»أجد أن الفنان الحقيقي لابد أن يعمل من خلال رسالة تدفعه نحو موقف معين، ولابد للفنان أن يكون صاحب قضية». تجربة ثرية وعن تجربته الفنية في المملكة يقول: «كانت تجربة ثرية استفدت منها كثيرا، حيث ظللت سنوات أعمل في ميادين جدة وعملت كاستشاري بجامعة الملك عبدالعزيز، وأدين بالفضل لأستاذي د.محمد سعيد فارسي، وكان وقتها أمين منطقة جدة، وقد أعطاني فرصًا جيدة للأعمال الميدانية، حيث كانت التجربة خطوة هامة في التعرف على خامات كثيرة وإمكانات ضخمة في التنفيذ من خلال المحاجر والأوناش». مجسم «المدينة» وأضاف: «قمت بتصميم وتنفيذ مجموعة من الأعمال الميدانية أولها مجسم (المدينة) بارتفاع 35 مترًا، وعبّرت فيه عن النهضة العمرانية في جدة، واستخدمت فيه شكل القوقعة الضخمة، وكتابًا مفتوحًا عليه مركب يحمل الأقلام وأدوات المهندس». وألمح إلى جدارية بيت الفنانين التشكيليين، التي استخدم فيها الفخار الشعبي الموجود في مكة، قائلا: «طوعت الوحدات الفخارية في هذا العمل بشكل يتناسب مع النسق المعماري للمكان». وذكر أن من أهم أعماله بجدة مجسم (آفاق القرن 21) في حديقة الأندلس، والذي يحمل ملامح التغنّي بالعلم والفكر المعاصر وحلم التخطي لحدود أرحب. وبالنسبة لمقدرته الفريدة في التعبير عن دراما الإنسان في أعماله الفنية، قال:»الفنان لا بد أن يكون مشبعًا بالحياة بكل معالمها وتأثيراتها التاريخية والطبيعية، مما يمكنه من مداعبة الحواس وإخراج المخزون الجمالي للمتلقين على مختلف نوعياتهم ومهنهم وثقافاتهم». تراث الشعوب ويجد عيد دائما في امتداد الجدارية الفنية على الجدار ووقوفها، معادلا موضوعيا لامتداد تاريخ الأمة العربية وقضايا الشعوب، فالجدارية فن قديم جدا، وهي تطرح تراث الشعوب وتاريخها وفكرها لما تحمله من رسائل هامة. وذكر أنه استغرق شهرًا ونصف الشهر لإنجاز جداريتين عملاقتين بمناسبة حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ليضيف كفنان عالمي رقمًا جديدًا في إنجاز جداريتين عملاقتين تم تصميمهما وتنفيذهما بوقت قياسي. فرحة مصر وأطلق على الجدارية الأولى اسم فرحة مصر أو «الأمن والسلام «، والأخرى «قناة السويس هدية مصر للعالم»، مبينا أن الأولى تعبر عن المسقبل، وهي عبارة عن كرة أرضية ضخمة منفذة بخامة الاستانليس ستيل تم وضعها بموقع القناة ويلتف حولها 103 أعلام، ليرمز ذلك إلى مصر، التي تعد مركزا للعالم، ولقناة السويس التي تعد همزة وصل بين مصر والدول من حولها، مشيرا إلى أن مساحتها تبلغ مساحتها 500 متر مربع وارتفاعها 21 مترا وعرضها 18 مترًا. هدية العالم وفيما يخص جدارية «قناة السويس هدية مصر للعالم» فبين أنها تتسم بالطابع المصري الأصيل المتمثل في استلهامه شكل إيزيس المصرية رمز الأمومة والقوة والعطاء، وهي بكامل تألقها وزينتها بحليها الرائعة في التاج والقلادة والأساور الفرعونية والخلاخيل لتعكس ذوق وجمال المرأة المصرية، التي تهتم بأدق تفاصبل الجمال وتحمل بين يديها ميدالية تذكارية مجسمة تحمل مبنى القبة الأثري ببورسعيد ذا الطابع الإسلامي بقبابه الثلاث الخضراء كناية عن أن مصر تحمل قلب العالم. المزيد من الصور :