يسهل تشكيل العجين في يد العجان متى ما كان طريًا، وكذا صانع الفخار فهو لن يتمكن من صنع الأواني الفخارية إلا بعد أن يطري طينتها بالماء كي يسهل تشكيلها، وفي النهاية فإن كل منتج يمرَّ بمراحل حتى يصل إلى ما خطط له... فالتشكيل ومن ثم القولبة كانا بيد المتعهد خبازًا كان أو صانع فخار!. وكلٌّ وجودة منتجه خبزًا كان أو آنية. الشيء بالشيء يذكر.. فتوجه العقول وفكرها أيًا كان يتشكل كيفما تعهده المربي.. أسرةً كانت أو مجتمعًا كان أو دولة، وهم وحدهم الأحرص على أن ينشئوا أفرادًا أسوياء محصنين ضد أي اختراق خارجي، ولكن رغم أن مجتمعنا يمتلك صلابة المنبت ومناعته مستندًا في ذلك إلى الشرع والقانون والعرف إلا أن اختراق سياجه واقتلاع بعض النبت من جذوره بات اليوم أمرًا واردًا ومفاجئًا في آن واحد، فاستلاب العقول وميلها مائة وثمانون درجة عن طريق الصواب، ثم انجذابها صوب قوافل الإرهاب لم يكن وليد الصدفة!!، وهل كانت الثغرة التي تسللوا منها إلى حياضنا مردها قصور في التربية أم الرقابة أم كان من المجتمع، أم كلها مجتمعة!!؟؟. هناك على طريق اللا عودة واللا وعي واللا توازن تقف استفسارات عديدة، بعضها ذاب مع من ذاب منهم وتلاشى، وبعضها الآخر بقي عالقًا.. يستبيح الدين والحرمات جهارًا. باسم الدين كان كل منهم يدلو بدلوه لم يراعِ في فتواه إلًّا ولا ذمة!، باسم الدين أضحت أرواح العباد تربحًا، واستحال تفتيت الأوطان تسيدًا!، باسم الدين تسللوا وباسم الدين بُثت السموم الشيطانية هنا وهناك، وباسم الدين اِسْتُدرِجَتْ العواطف إلى ميادين الشر والوبال. كيف اتفق أن كان التعهد السوي والمعوج ينطلقان في خطين متوازيين على ذات العقول في ذات الزمن!!؟؟. متى كان ترهيب الآمنين والاعتداء على حرمات الله ومقدساته من الدين في شيء، ومطلبًا من مطالب الحرية!!؟؟، ومتى كانت سياسة الفناء تفجيرًا ونحرًا وحرقًا من الدين في شيء، ومطلبًا من مطالب الحرية!!؟؟. كيف أضحى الانحطاط عن الشرع والإنسانية والقيم والتربية هوية، وأي عالم شيطاني يدير تلك العقول الخاوية من كل شيء إلا الإذعان والانقياد كالبهائم.. والبهائم مع حالهم ذاك أعز منهم وأكرم. ما المغنم المحفز الذي كان له أكبر الأثر في الإعداد وتبييت الخطط، وإخضاع الناشئة لقاعدة الولاء تسليمًا، إلى انجرافهم يقينًا خلف أيديولوجية التهلكة المطلقة!!؟؟ حتى باتت أرواح المسلمين قرابين فداء تحت أقدام أخباثهم، والأوطان في شرعتهم الماجنة مجرد حفنة من تراب!! في ظل اختلاط الحابل بالنابل، وفقد القدرة على تمييز غث الحقائق من ثمينها!!؟؟. كيف نحصن عقول أبنائنا من مخططات التشكيل وتدويرها من التمييز إلى التغييب!!؟؟. [email protected]