الحقوق أمور طبيعية مفروضة من جهة معينة تجاه آخرين وحتمية عليهم أداءها .. وعلى هذا المبدأ تكونت آلية الحقوق بشكل عام ومطلق . وما حقوق المرأة وما يتداول وينادى به من شعارات حيث إعطاء المرأة حقوقها أو إعطاء المرأة حريتها ، وأنها مهدورة الحقوق أو مسلوبة الحقوق ، كل ذلك لا يخلو من البريق الإعلامي الزائف ، فكل من ينادي بحرية المرأة وإعطائها كامل حقوقها نتوجه إليه بهذا السؤال : ماذا ينقص المرأة وما هي الحقوق التي سُلبت منها شرعاً ، ومن خلال إجابته نتعرف ما إذا كان محقاً أم لا وحقاً إنه غير محق وننظر هل فعلاً سُلبت الحقوق وأي حقوق سُلبت منها ونعرض ذلك على الشارع المقدس لأنه هو المرجع والمعتمد الذي نعتمد عليه .. أما القول بأن الإسلام سلب حقوق المرأة بمجرد قول فقط هذا لا يعني شيئاً ولا يعتبر به ..! وليس يُفهم من قولي هذا إنني ضد المرأة وحريتها .. لا . أنا مع المرأة وحريتها ما دامت وفق ضوابط شرعية وعرفية ، بل من المناديين والمناصرين ومن الداعمين لأن تأخذ المرأة مطلق حريتها وكامل حقوقها وفق تلك الضوابط الشرعية ، فهي نصف المجتمع وأي شيء في الوجود وبنصفه فقط يعتبر ناقص ( ليس قاعدة ) والناقص يبقى ناقصاً ما لم يكتمل واكتمال المجتمع بتواجد المرأة مع الرجل ، كل وفق مسئوليته فالرجل والمرأة سواسية في الوجود الاجتماعي فلا فرق بينهما إلا ما فرق الشارع المقدس ، والشارع المقدس لم يفرق بينهما بل نظم مهام كل منهما .. فالمرأة ( أم ، زوجة ، أخت ، خالة ، عمة ، بنت ، جدة ، ... ) كذلك الرجل ( أب ، زوج ، أخ ، خال ، عم ، أبن ، جد ،.... ) الخ ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بوجود المرأة والرجل وهنا تبرز أنه لا إشكالية في ذلك ولكن تبرز الإشكالية في عدم تفهم مضمون الحقوق والحرية للمرأة وفق النظرة الشمولية للدين .. عموماً الشارع المقدس أعطى المرأة حقوقها كاملةً وقد تزيد على الرجل ومن ينظر إلى الحقوق الخاصة بها يجد ذلك جلياً ويكفي مثال واحد فقط والأمثلة عديدة .. وهو بالرغم من أن الحياة الزوجية مشتركة إلا أن الرجل هو المكلف بكل التكاليف الأسرية من ( سكن ، ملبس ، علاج ، مأكل ، مشرب ..الخ ) حتى إرضاع أطفالها من حقها أن تأخذ وتطالب بالأجرة مقابل الإرضاع وليس له إلا ( المبيت ) وهو لكلاهما .....!!! والباقي ( لا ) بالرغم من فتح باب الكسب لها كاملاً .. من حقها ألا تطبخ ولا تغسل ولا ولا ... وهنالك العشرات من ( لا ) هذا ما أعطاها الإسلام والدين فكيف هي غير منصفة من الدين والشارع المقدس .. نعم هنالك قصور في تطبيق تلك الحقوق .. هذا موجود .. نعم هنالك عدم دراية بتلك الحقوق .. هذا موجود .. نعم هنالك تسلط من بعض الرجال .. هذا موجود ..أذن المرأة حقوقها تفوق الرجل فيما لو عُملت مقارنة دقيقة بالطبع ظاهرياً ولكن في الباطن الله لم يعطي أحداً على حساب الآخر وليس يفهم من الآية ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله .....) ذلك بل هنالك في تفسير الآية نكات عديدة يطول المقام في التطرق لها والخوض فيها .. وخلاصة قولي أن الإسلام مكن المرأة من كامل حقوقها وحريتها .. وإن كان هنالك مناداة فلتكن في تطبيق هذه الحقوق وهذه الحرية وفق المنظور الذي حُدد لها من قبل الشارع القويم لا من قبل علمانيين متطرفين .. يضعون الحقوق والحريات وفق أهوائهم ..وما أكثرهم في المجتمعات ، خاصة المجتمعات التي تجد أنها في حالة نمو وتطور وانفتاح ، ولا أعرف ما هذا الانفتاح والتطور الذي يدعون إليه .. نعم أنا مع التطور والانفتاح والحرية للمرأة بكامل مفهومها الشرعي والعرفي . لبعض التقاليد التي لا تمت الى الشريعة الإسلامية بصلة ولكنها امتزجت في أذهان البعض وأصبحت قاعدة وتشريعاً وبهذا نخلص الى القول بأن حرية المرأة في ان تكون انسانة لها حريتها في ان تمارس حياتها بالصورة الطبيعية وتبرز مكانها في المجتمع ونثق بأن خلاف ذلك مجرد قصاصة ورق ستذوب في مهب الريح. نعم أنا مع الحرية المطلقة للمرأة ومن المطالبين بها ، ومن المعارضين للتخلف الاجتماعي الذي ليس له صلة بالشرع والعرف وإنما تخلف واعتقاد ليس إلا ، وهو اعتقاد خاطئ ناتج عن الجهل الذي هو موازي لمن ينادي بالحرية المطلقة للمرأة ولا يعرف ما هي هذه الحرية إلا( ح . ر . ي . ة ) حروفها فقط لا غير ... [email protected]