اتسعت مدينة جدة وزاد عدد سكانها (أكثر من أربعة ملايين نسمة) وضاقت شوارعها، وطرقاتها، وعجزت عن استيعاب ملايين السيارات التي تجوب شوارعها ليل نهار، وما تحدثه من تلبك مروري في كل زمان ومكان، حيث إن إحصاءات المرور تؤكد أن بجدة أكثر من (2 مليون سيارة) وعدد السيارات التي تجوب شوارعها وطرقاتها تفوق ال (8 ملايين سيارة يوميًا)، وهذا الكم الهائل من المركبات تعوق حركته كثرة المشروعات التي تجتاح المدينة من أقصاها لأقصاها، والتي تغطي معظم شوارعها وطرقاتها الرئيسة. إنجاز بعض المشروعات مثل الكباري والأنفاق حرر بعضًا من هذه الشوارع والطرقات وفك بعض الاختناقات المرورية، ولكن ما زالت جدة تبحث عن بدائل أخرى لفك اختناقاتها، وتحرير طرقاتها، وفك أسر شوارعها من كثرة المشروعات المتأخرة (لعدة سنوات) التي تعطل انسيابية حركة المرور فيها. جدة تحتاج إلى العديد من الطرق السريعة (شمال - جنوب/ شرق - غرب) لتسهيل حركة السير بداخلها، ولا شك أن وجود الطرق الكبيرة الحيوية المهمة مثل: طريق الحرمين، طريق الأمير ماجد، طريق الملك فهد، طريق الأندلس، طريق الملك خفف من وطأة الزحام على بقية شوارع المدينة، وهذه الطرق كلها سريعة ولا يوجد بها إشارة واحدة ولكن شدة الضغط عليها يجعلها تقف تمامًا دون حراك لأبسط حادث مروري مما يعرقل حركة السير لعدة ساعات، وطرق (الشرق - غرب) ومنها: طريق الملك عبدالله، وشارع فلسطين، وشارع الأمير محمد بن عبدالعزيز، وطريق المطار، وهي طرق سريعة تشغل نهاياتها الطرفية مشروعات كبيرة عطلت مداخلها ومخارجها لعدة سنوات، وما زال العمل جار فيها حتى كتابة هذه السطور. كل هذه الكتل المتحركة من السيارات زادت من الضغط على طريق الحرمين أهم شوارع مدينة جدة على الإطلاق، وأعلاها كفاءة، وأكثرها استخداما، فتباطئت حركة السير فيه وأصبحت كابوسًا يؤرق كل من أراد السير فيه، وذلك بسبب كثرة السيارات وكثافة حركة الشاحنات المزعجة التي تسير في هذا الطريق ليل نهار، ذهابًا وإيابًا، وتعرقل حركته لكثرة التحويلات الموجودة فيه، خاصة أن معظم المشروعات (القطار والكباري) ما زال العمل جار فيها وتحتاج إلى مزيد من الوقت للإنجاز. لذا نأمل من أمانة محافظة جدة بالتعاون مع وزارة النقل في إنفاذ وتشغيل الدائري الثاني شرق طريق الحرمين لتخفيف الضغوط الهائلة عن بقية الطرقات داخل المدينة خاصة طريق الحرمين الذي يربط معظم أجزاء جدة بمناطق حيوية مهمة في الشمال والجنوب، والشرق والغرب، والأهم من ذلك التخلص من الشاحنات وتحويلها للطريق الجديد وتخليص سكان جدة وزوارها، والحجّاج، والمعتمرين من خطورة الشاحنات، والتقليل من إزعاجها وحوادثها قدر الإمكان، وضمان سلامة الجميع بإذن الله. [email protected]