الكبار يظلون دومًا كبارًا، هذا ما أكدته الزعامتان السعودية والمصرية اللتان لم تأبها بما تردد في وسائل الإعلام من اجتهادات خاطئة حيال تأزم العلاقة بين البلدين الشقيقين، وعبر مقالات ولقاءات كانت في مجملها تهدف إلى تفتيت اللحمة وتمزيق العلاقة المتميزة بين القيادتين والشعبين الصديقين، ولا نعرف من المستفيد من وراء تأجيجها، بعض أولئك الذين أدلوا بدلوهم في ذلك المستنقع، واجتهدوا في إيراد الدلائل التي تؤكد فتور العلاقة بين البلدين، لم يصدقوا نفي وزيري خارجية البلدين اللذين أكدا أن العلاقة «سمن على عسل»، فظهر لهم هذه المرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأعلنها مدوية بقوله: (لن ترونا إلا معًا) فأخرس بذلك التصريح الألسنة، وكسر أسنة الأقلام، وانكسر معها خاطر الذين تنبأوا وراهنوا على انهيار الجسر القوي الذي بنته القيادتان المتفتحتان، كان بعض أصحاب تلك الأقلام التي أرادت أن تنال من هذه العلاقة المتميزة حاضرة لذلك المشهد الذي وضع نهاية لتلك الاجتهادات المتعدية الحدود، وظهر وكأن الرئيس السيسي يوجه خطابه لأولئك المغرضين الطامحين إلى تدهور العلاقة بين الشقيقين حينما التفت موجهًا خطابه لسمو الأمير محمد بن سلمان في حفل تخريج دفعة جديدة من الكلية الحربية، قائلا «كان لازم تكون معنا في هذا الاحتفال ولأن هذه رسالة قوية جدًا إلى شعبينا ورسالة إلى دول الخليج أننا دائمًا مع بعضنا، أقدم لك التحية والشكر والترحيب، من المهم جدًا أن نعلم أنه في الوقت الحالي الذي تمر به المنطقة العربية نحن أحوج ما نكون إلى أن نكون معًا، لأن التحديات والتهديدات كثيرة، ولا يمكن أن نستطيع أن نتغلب عليها ونتصدى لها إلا معًا، في الحقيقة مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومي العربي ومعًا نستطيع أن نجابه تلك التحديات، لذلك فهذه رسالة قوية وواضحة لنا جميعًا، ليس فقط في مصر والسعودية وإنما لدول الخليج والدول العربية، لن ترونا إلا معًا». فقطع الرئيس السيسي بهذا الخطاب (قول كل خطيب). المتابعون لتطور العلاقات بين الشقيقين مصر والسعودية، وكذلك الروابط المتينة التي تربطهما، يدركون تمام الإدراك بأنه يصعب على الأقلام المأجورة أن تنال من هذه العلاقة، أو أن تحدث تأثيرًا فيها، فالزعامتان على قدر كبير من الوعي، بحيث تدرك جيدًا الهدف الحقيقي من وراء تلك المحاولات، كما أن الشعبين الشقيقين على اطلاع تام بحقيقة ما يجري، ويعرفون من هو العدو الحقيقي الذي يستهدف شق الصفوف، ومن هم الأشقاء الذين وقفوا معهم موقف الرجال، وأدوا الواجب الذي تقتضيه المرحلة. بقي أن يستعيد أصحاب تلك الأقلام المتشائمة، وأصحاب الرؤى المنفلتة عبر الشاشات الفضية، ومعهم كبيرهم ال(هيكل) خطاب فخامة الرئيس السيسي الأخير الذي قال فيه «إن الملك سلمان تطوع للدفاع عن مصر ضد العدوان الثلاثي 1956 ودعم المجهود الحربي في حرب اكتوبر 1973» ليقف أولئك على حقيقة هذه الروابط المتينة التي وضع أسسها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله. فهل هناك ثمن أغلى من حياة من وهب حياته فداءً من أجل الدفاع عن مصر؟!. [email protected]