في عالمنا اليوم تتخذ العنصرية أشكالاً متعددة لا تقتصر على العنصرية الدينية أو المذهبية أو القبلية أو العرقية أو الجنسية أو لون البشرة أو كون بني آدم أنثى أو ذكراً أو غيرها من أنواع التفرقة العنصرية بل تخطت ذلك إلى نوع آخر من أنواع العنصرية المتمثلة «بالوصمة» بالمصطلح الأجنبي (ستيقما) ،والوصمة هو أن تصف أو تنعت فرداً أو منطقة أو جماعة أو قبيلة أو عرقية أو مذهباً أو جنسية ، كأن تقول على فلان بأنه «داعشي « أو غيرها من النعوت التي تحط من قيمة وكرامة الإنسان من خلال التطاول أو التهكم عليهم أو السخرية والاستهزاء بهم وذلك بوضع النكت ،وتصويرهم على أنهم سذج وأغبياء وهم في الواقع غير ذلك ! بل أن انتشار الوصمة في أي مجتمع يقوض اللحمة الوطنية ،ويخلق الكراهية والحقد والمنافسة غير الشريفة غير المحمودة عواقبها ،والأخطر منها على الإطلاق هو التكتل الأعمى الذي يزعزع الثقة بين شرائح المجتمع الأخرى ،ومنها على سبيل المثال هذا أسود «عبد» ، أو هذا خط 110 أو هذا خط 220 ، أو هذا سني أو هذا شيعي ، أو هذا من الشمال أو هذا من الجنوب ، أو هذا من الشرق أو هذا من الغرب أو هذا صفر سبعة أو هذا صفر ستة إلى غيرها ؟! الخطورة في الوصمة ،وهي عنصرية بغيضة، يمقتها الدين الإسلامي ، أنها ظهرت علينا بثوب جديد تتمثل في أنها لا تتناول شخصاً بعينه وتتوقف عند ذلك الشخص بل أنها تتناول الجماعة التي ينتمي إليها الشخص أو المذهب أو العرقية أو القبيلة كأن أن يقال على القبيلة الفلانية أن أفرادها يتصفون بالنذالة وهم غير ذلك، أو أن تلك القبيلة يتصف أفرادها بالعدوانية والقتل والسلب والنهب وقطع الطريق، وهي غير ذلك ؟! بعبارة أخرى أكثر دقة أن الخطورة تكمن بالتعميم على الجميع ،فيصبح التعامل مع أي فرد ينتمي لتلك الجماعة أو القبيلة أو تلك العرقية أو ذلك المذهب تعامل حذر يشوبه الريبة والشك وعدم الثقة، في حين يفترض دائما حسن النوايا حتى يثبت العكس. نحن هنا في هذا المقام لا نطالب بأن يعتقد الواحد كما يعتقدون في حالة المذهب بل مطالبتنا هو فقط بالاحترام وعدم إيذائهم بأية صفة كانت. فالذي يفسد الوحدة الوطنية ويزعزع تماسك الجبهة الداخلية هي العنصرية بأية مسميات جاءت.