كشفت مصادر عراقية وسورية متطابقة عن أول عملية انقلاب حقيقية داخل تنظيم «داعش» للإطاحة بزعيمه إبراهيم عواد البدري، المعروف باسم أبو بكر البغدادي، انتهت بالفشل وإعدام 13 قياديًا وعنصرًا بارزًا بالتنظيم من بينهم خمسة قادة معروفين ويشغلون مناصب في المجلس العسكري العام للتنظيم. وبحسب المصادر نفسها، ينتمي غالبية من أُعدموا إلى جنسيات عربية من المغرب العربي وسورية واليمن والكويت، إضافة إلى كردي وشيشاني. وجاءت محاولة الانقلاب إثر خلافات حادة حول مسار عمليات التنظيم العسكرية وتوسعها لتشمل الفصائل «الجهادية» المعارضة للتنظيم، خصوصًا في سورية وليبيا وأفغانستان وتقول مصادر مطلعة في مدينة الموصل العراقية: إن «عملية الانقلاب التي أُجهضت قبل ولادتها بفترة قصيرة، كانت تقضي باستهداف موكب البغدادي بعبوات ناسفة على طريق زراعي جنوب مدينة الرقة السورية للقضاء عليه، بعد تفرّده بالقرارات داخل التنظيم وتحويل الهيئة الشرعية فيها إلى صورية بلا قرارات على خلاف مبدأ الشورى الذي استمر التنظيم في العمل به طيلة السنوات الثلاث الماضية».وأضافت المصادر نفسها، أنّ العملية التي وقعت ما بين العاشر والثالث عشر من الشهر الماضي «شكّلت هزّة قوية هي الأعنف داخل التنظيم».وقال المصدر المقرّب من تنظيم داعش: «إن خيانة من بين المخططين للعملية أدت إلى كشفها قبل يومين من التنفيذ، ما أدى إلى اعتقال البغدادي لجميع المخططين وإعدامهم نحرًا وإبقاء رؤوسهم معلقة في معسكر رئيس لتنظيم داعش حتى أول أيام رمضان «. وقال احد المقربين للدواعش: إن «سلسلة الإعدامات والتصفيات والتناحر الداخلي بدأت في التنظيم؛ فهناك جناح لا يرى البغدادي مؤهلًا للقيادة، وآخرون يرون أن السوريين أحق بالخلافة من العراقيين، وقسم آخر يعتبر مغالاة البغدادي بقتل المخالفين من الفصائل الجهادية الأخرى في عدة دول، وليس في سورية والعراق فحسب، بل في ليبيا وأفغانستان واليمن أيضًا، وتوسعه بالهجمات وعدم أخذ المشورة في القرارات المهمة، ومقاطعة الهيئة الشرعية في الجوانب الشرعية القتالية، كلها أمور لم تساعد البغدادي على البقاء في صورة الخليفة الذي لا يخطئ، إذ لم تنل تلك العمليات الإجماع داخل التنظيم». بدوره، قال الخبير في شؤون الجماعات المسلحة العراقية العميد المتقاعد محمد الخالدي» إن وجود خلافات وانقلابات وحتى انشقاقات داخل التنظيم بات أمرًا طبيعيًا؛ وقد تضخم بشكل سريع وكبير وامتد على مساحات واسعة، ما يرجح وقوع المزيد من الانفجارات داخل الصف الأول للتنظيم»، بدون أن يستبعد فرضية الاستخبارات الدولية واختراقها للتنظيم، على حدّ تعبيره.