يعقد اليوم وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل اجتماعًا في مقر الوزارة بالرياض مع مديري التعليم في مناطق ومحافظات المملكة، لمناقشة الاستعدادات للسنة الدراسية الجديدة، وبحث الصعوبات والعوائق التي تواجه العملية التعليمية بشكل عام، والاطمئنان على جاهزية إدارات التعليم للعام الجديد، وما يتطلبه ذلك من تبادل وجهات النظر، والتنسيق بين الأجهزة المختلفة بالوزارة. هذه الدعوة للاجتماع في هذا الوقت، ولجميع مديري التعليم ساهمت في فتح الأبواب للشائعات، ورفع الأصوات بتأجيل الدراسة إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك، وذلك بدعوى أن الأسابيع القليلة التي تسبق موعد إجازة عيد الأضحى غير مجدية. فالأيام الأولى للدراسة -والتي من المفترض أن تبدأ في 8 من ذي القعدة- ستشهد انخفاضًا في نسبة الحضور، والأيام التي تسبق إجازة عيد الأضحى المبارك -والتي من المفترض أن تبدأ 4 من ذي الحجة- ستشهد أيضًا ارتفاعًا في نسبة الغياب؛ ممّا يساهم في تقليص الفترة الحقيقية للدراسة إلى أسبوعين بدلاً من 4 أسابيع. إحدى الصحف المحلية خصصت الصفحة الأولى كاملة يوم أمس لهذا الموضوع، مشيرة في عنوان لها أن الغموض يصنع الشائعات، وأن تأجيل الدراسة يعني عدم انتهاء العام الدراسي المقبل قبل حلول رمضان المقبل، إلاّ في حالة ضغط المناهج، أو التضحية بعطلة منتصف العام، أو عطلة الربيع، علمًا بأن التقويم الدراسي معتمد من المقام السامي الكريم، وأن أي تعديل يتطلب صدور موافقة المقام السامي أولاً، ولا يكتفى بموافقة الوزارة. لقد أصبحت شائعة تأجيل الدراسة بعد كل إجازة إحدى طقوس المواسم الدراسية لدينا، فلا تكاد تقترب أي إجازة من الانتهاء إلاّ وتبدأ التسريبات والشائعات تنتشر هنا وهناك حول احتمال تأجيل بداية الموسم الدراسي، ويتم اختلاق الأعذار، ووضع الأسباب لذلك التأجيل، ومثل هذه الشائعات ترفع من نسبة عدم الحضور في الأيام الأولى للدراسة؛ ممّا يؤصل منهجًا، ويخلق ثقافة لدينا وهي أن أول أسبوع في الدراسة أسبوع ميت، مثل آخر أسبوع فيها، وهذا نهج آمل أن يساهم اجتماع وزارة التعليم اليوم في تصحيحه، كما آمل أن تقوم الوزارة بتغيير هذه الثقافة ليكون أول أسبوع في الموسم الدراسي أهم أسبوع، سواء للمعلمين، أو للطلبة، وبمثل هذا الأسلوب وتدريجيًّا سنقضي على مفهوم غياب الأسبوع الأول وإهماله، ونرفع من قيمة الالتزام بالتقويم الدراسي، ونغلق الأبواب أمام مروّجي الشائعات. [email protected]