مقطع فيديو ينتشر بصورة واسعة يرصد أَحَدَ مستشفيات المدينة القريبة من المسجد النبوي وهو خالٍ من الأطباء المناوبين، وحالة من الانزعاج كانت عنواناً للمراجعين في قسم الطوارئ (ومديرية الصحة بالمنطقة تَعِد بالتحقيق)، هذا ما بثته صحيفة الوطن يوم الأربعاء الماضي!! والصحيفة نفسها تؤكد الأحد الفارط بأن (طفلةً) أُصِيْبَت بَتجَرْثُمِ بالدّم خلالها تنويمها في مستشفى الأطفال بطيبة، و(المديرية) أيضاً تشير إلى أنها بِصَدد نَقْلِ الطفلة لمستشفى الحرس بجدة! وقبل ذلك وذاك، وفي نهاية شهر يونيو وبحسب (واس): لجنة من إمارة منطقة المدينةالمنورة تزور فجأة مستشفى أحد هناك، وتضبط سوءًا في بعض الخدمات، يعقب ذلك توجيه عاجل من أمير المنطقة بسرعة معالجتها. وهنا لاعجب ولاغرابة من تلك الأحداث والأخبار التي تزاحمت حول (صحة المدينة) خلال الأيام القليلة الماضية (فقط)؛ فرغم ما توليه الحكومة من دعم ورعاية للمدينة النبوية وميزانيات كبيرة سنوياً إلا أن الأرقام حول (صحتها) مؤلمة، ولا تكذب ولا تتجمّل (كما ذكرتُ سابقاً)!! ففي عام 1404ه كان عدد سكان المنطقة (650 ألف نسمة تقريباً)، وعدد الزوار والمعتمرين والحجاج في العام نفسه (800 ألف)؛ بينما كان عدد الأسَرّة في المستشفيات (1693 سريراً)!! أما اليوم وحسب إحصاءات عام 1433ه فعدد سكان المدينة أكثر ( 1800000 مليون وثمانمائة ألف نسمة)، والزوار بلغوا في العام ذاته ( سبعة ملايين زائر)! وفي المقابل فقد بلغ عدد الأسرة في مستشفيات المدينة (1611 سريراً) ؛ نعم صدقوا لقد نقصت الأَسِرّة بما نسبته (4%)، ولاحظوا أنّ ذلك المجموع لابد أن يُسْتَبْعَد منه أَسِرّة المستشفيات التخصصية ك (الصحة النفسية والصّدر والدّرن) وغيرها!! والعجز الصّحّي في المدينة اليوم ليس في الأسِرّة بل بالقوى العاملة أيضاً فكل (1000 مواطن) يقابلهم فقط ما نسبته ( 1,03 طبيب ، و3,4 ممرض ، و1,04 فني)!! أما في موسم الحج فيتم سنوياً تأجيل العمليات غير العاجلة مع ما يعانيه المرضى من آلام، لخدمة الحجاج والمعتمرين من 15 ذي القعدة وحتى 15 محرم!! أخيراً وفي ظلّ رعاية حكومتنا الرشيدة لمدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وكذا متابعة ونشاط أميرها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان لابد من حلول عاجلة منها (شراء بعض المستشفيات الخاصة «وقد كان هذا مطروحاً خلال سنوات مضت)، والتوسع في تحويل المرضى للمشافي الخاصة، وتسهيل إجراءات النّقَل للرياض وجدّة)! أما المعالجات المستقبلية فإنشاء مدينة طبية متكاملة للمواطنين، وأخرى للحجاج والمعتمرين والزوار الذين ستتضاعف أعدادهم خلال السنوات القادمة. تويتر @aljamili [email protected] [email protected]