لا يزال العديد من النساء تعتمد على ما تنتجه الماشية في دخلهن اليومي، وذلك من خلال صنع السمن البري والأقط «المضير»، الذي يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم والفسفور التي تساهم في بناء العظام وتقلل مرض هشاشة العظام. وأشارت أم عبدالله إحدى صانعات الأقط في حديث ل»المدينة» أنه يتم انتاج الأقط من حليب الماعز أو الغنم بعد عملية تخميره وتجفيفه، مشيرة إلى أن الأقط يسمى أيضا البقل والمضير والعفيق والصريب. وأشارت إلى أن الأقط ينتج عن «الخضيض» الذي تقوم به ربة المنزل للبن الأغنام، سواء بواسطة السعن قديمًا أو الخضاضة في الوقت الحاضر. وأضافت أنه بعد خض اللبن في السعن يطلق عليه «صبوح»، قائلة: «الصبوح» إذا زاد عن الاستعمال يوضع في إناء فترة من الوقت ليتحول إلى «غبيبة»، مشيرة إلى أنه بعد مناسبته للطبخ تقوم ربة البيت بوضعه في قدر وتضيف إليه القليل من الملح ثم توقد عليه النار لفترة زمنية محددة، حتى يتحول إلى ما يسمى «لتيحة»، ثم تيبس هذه «اللتيحة»، وبعد ذلك بفترة وجيزة تقوم ربة المنزل بتحويل «اللتيحة» إلى أقط من طريق استخدام باطن أصابع يديها، لافتة إلى أن هذه الطريقة لا يتقنها سوى نساء البادية المتمرسات في عمل هذه المأكولات. وأشارت إلى أن المنتج يوضع في صحن ويترك ليومين أو ثلاثة في الهواء الطلق وتحت حرارة الشمس حتى يجف، لافتة إلى أن النساء يضعن الأقط في أكياس متباينة الأحجام ويبعنه في الأسواق الشعبية، حيث تتراوح أسعاره ما بين «10-20» ريال. ولفتت إلى أنه يتم صناعته كذلك من خلال وضع اللبن المخوض على نار هادئة ثم يحرك بشكل مستمر حتى يتم نضجه وتخثره وفقده لأكبر كمية من المياه، وبعد ذلك يوضع اللبن المخثر في قطعة من القماش الخفيف ويعصر من جميع الجهات حتى يكتمل تبخر المياه المتبقية فيه بعد عملية الطبخ، ثم يشكل باليد إلى أقراص صغيرة، إذ يضغط بالأصابع على القرص حتى ينطبع عليها شكلها، ثم تجفف فوق بيوت الشعر «الخيام» ثلاثة أو أربعة أيام، ويصبح بعدها جاهزًا للأكل. من جهتهم، أشار اختصاصيون غذائيون إلى أن الأقط يعد مادة غذائية غنية بالبروتين، حيث يصل البروتين إلى أكثر من ربع المادة بمعنى أن كل 100 جرام من الأقط يحتوي على أكثر من 34 جرام بروتين، لافتين إلى زيادة مستوى الكالسيوم فيه والفسفور والتي تساهم في بناء العظام وتقلل مرض هشاشة العظام. ونصحوا كل شخص يرغب في الحد من نسبة الدهون و»السمنة» بعدم الإفراط في تناول الأقط لأن السعرات الحرارية في الأقط عالية، مشيرين إلى أن نسبة الصوديوم فيه تعتبر عالية، ناصحين مريض الضغط بالحذر في تناوله، مؤكدين أنه يحتوي على العديد من العناصر المعدنية الجيدة.