لم تكتف إحدى شركات الإنشاء والتعمير بمكةالمكرمة بحرمان 37 موظفا لديها من رواتبهم الشهرية بل قامت بفصل الموظفين بعد مطالبتهم رواتبهم المتأخرة أكثر من 8 أشهر متتالية. أبدى عدد من الموظفين ما بين سعودي وأجنبي تذمرهم من تأخير صرف رواتبهم أكثر من 8 أشهر متتالية والتي يتم صرفها في آخر كل شهر ميلادي لأسباب يجهلونها مما أثر ذلك سلبا عليهم في توفير متطلباتهم الحياتية لاسيما وان بعضهم متزوجون ولديهم أبناء والتزامات مالية. واشتكوا من تدني مستوى بيئة العمل وسوء المعاملة الإدارية لهم خلال فترة عملهم بالشركة الأمر الذي جعلهم يعيشون في حالة من الاستياء الشديد والغضب، مشيرين إلى أنهم تقدموا بأكثر من بلاغ لمكتب وزارة العمل بمكةالمكرمة ووعد بحل المشكلة وهو ما لا لم يحدث. وطالب الموظفون عبر «المدينة» بصرف رواتبهم في أسرع وقت ممكن أسوة بالشركات الأخرى في القطاع الخاص، بالإضافة إلى تعويضهم ماديًا عن الأشهر التي لم تصرف فيها الرواتب، ومحاسبة صاحب الشركة عن الأضرار النفسية والمادية التي لحقت بهم خلال الأشهر الماضية التي عايشوها بدون استلامهم للمستحقات الشهرية. وذكر طلال الحربي نيابة عن الموظفين: بدأت معاناتنا تقريبا منذ منتصف عام 2013م إذ اعتادت الشركة تأخير رواتبنا إلى ما يزيد عن ثلاثة أشهر كاملة متجاهلة بذلك القوانين والأنظمة المعمولة بها داخل المملكة والتي تلزم جهات العمل بصرف الرواتب بنهاية كل شهر وتحايلت على هذا بالاستغناء تدريجيا وتعسفيا دون أسباب قانونية عن عدد من العاملين لتخفيض العدد للتحايل على قانون ربط الأجر وتحويله عن طريق البنوك وربطه بنظام وزارة العمل طبقًا لعدد العاملين وحرصا منا على عدم اللجوء إلى الشكوى لعدم حصول من سبقونا على مستحقاتهم نتيجة لمماطلة الشركة في التصديق على صحة مطالبتهم وصرفها ولوجود وعود متكررة من الإدارة بصرف رواتبنا المتأخرة من شهر سبتمر وحتى نهاية يناير 2015م وأصبحت عدد 5 شهور كاملة توجهنا 37 موظفا إلى مكتب العمل بمكةالمكرمة في 10 فبراير 2015م وتم تحرير شكوى جماعية لنا وتسليمنا تبليغ للشركة قمنا بدورنا بتسليمه إلى المدير الإداري بالشركة لحضور مندوب من الشركة بالهيئة الابتدائية لجلستين متتاليتين وكالعادة لم يحضر أي أحد من الشركة وعليه تم صدور قرارات من الهيئة الابتدائية بصرف مستحقاتنا وعلى أن يكون الجزء الخاص فيها من الرواتب الشهرية مشمولا بالنفاذ العاجل وصدر ذلك بتاريخ 19 جمادى الآخرة 1436ه وتوجهنا إلى محكمة التنفيذ بمكةالمكرمة وللأسف لم يعتمد القرار للتنفيذ لهدم صدور القرار لنا بشكل نهائي وأبلغونا أنه يتوجب صدور قرار نهائي لنا من مكتب العمل بالعاصمة المقدسة حتى يعتمد للتنفيذ. أضاف: توجه 30 موظفا آخرون يوم الأحد الموافق 12 أبريل 2015م للشكوى من نفس الموضوع بعدما تعرض جزء منهم للتهديد من قبل الإدارة بأن الذين يشتكون - يقصد بذلك ال 37 موظفا - لن يستملوا مستحقاتهم وأن الذين لم يشتكوا سيستلمون مستحقاتهم كاملة أو على الأقل رواتبهم كاملة دون الآخرين وانتظروا قرابة الشهرين أو ما يزيد من 10 فبراير 2015م إلى 12 ابريل 2015م ولم يتحقق منها أي شيء لذلك لجأوا لمكتب العمل أخيرًا. ولفت إلى أن الشركة عمدت إلى تغيير مسماها الأول إلى مسمى آخر متحايلة بذلك على الجهات الرسمية لكثرة عدد الشكاوى والقضايا المقدمة على اسم الشركة الأول. وأشار إلى أن صاحب الشركة يمتلك فيلا بحي العزيزية مسجل عليها «سكن خاص» وهذا تحايل آخر حتى لا يتسلم أي بلاغات قادمة من الجهات الرسمية وخاصة من مكتب العمل، وتقع تحت إدارته وإشرافه أكثر من 7 شركات مختلفة في نشاطاتها ويوجد بهذه الفيلا عدد من الموظفين العاملين معه ولا يسمح لأحد غيرهم بالدخول إلا بإذن شخصي منه. ذكر الموظفون في شكواهم أن حرمانهم من رواتبهم أكثر من 8 أشهر بالإضافة إلى قرار فصلهم من الشركة جعل الكثير منهم يستدين مبالغ من آخرين عدة مرات لمواجهة متطلبات واحتياجات أسرته مما جعل الديون تتراكم عليهم وأصبحوا عاجزين عن تسديدها للدائنين، وقال بعضهم إنهم يريدون السفر لبلادهم وتجديد الإقامات وغيرها من المستلزمات المهمة ولكن لم يستطيعوا القيام بذلك لعدم صرف رواتبهم الشهرية والمتأخرة عن موعد صرفها. اعتذر مسؤول بمكتب العمل فرع مكةالمكرمة عن الإدلاء بأي تصريح بخصوص هذه القضية، مشيرًا إلى أن لديهم تعليمات من الوزارة بالرياض بعدم التصريح لوسائل الإعلام والصحافة، وقمنا بالاتصال هاتفيًا بالمتحدث الرسمي لوزارة العمل حطاب بن صالح العنزي لاستيضاح الأمر ومعرفة حلول هذه القضية إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة عليه مما يدل على استمرار معاناة الموظفين. فيما نفى المدير التنفيذي للشركة محمد البدراني ما ادعاه الموظفون من تأخير رواتبهم ومضايقة الإدارة لهم داخل بيئة العمل معتبرًا ذلك كذبًا وافتراء، وأشار إلى أن الشركة لديها ما يثبت على أن رواتب الموظفين يتم صرفها في الوقت المحدد لها، وان طريقة تعامل الشركة مع موظفيها يسوده الأدب والاحترام ولا صحة إلى ما يدعيه الموظفون من مضايقات وازعاج خلال فترة الدوام في مكان عملهم. المزيد من الصور :