استحق فريق النصر الفوز عن جدارة واستعادة الصدارة، بعد أن نجح مدربه داسيلفا في قلب المباراة بتغييرات موفقة ساهمت العناصر البديلة في الفوز. في المقابل أخفق مدرب الاتحاد بيتوركا في ورقة التغييرات كالمعتاد، فخسر المباراة لأنه واجه فريقاً قوياً وليس في كل مرة تسلم الجرة، علماً بأن الاتحاد قدم شوطاً أولاً رائعاً.. فريق متماسك وحقق المراد بهدف، ولكن كما يقولون الشوط الثاني لعبة المدربين، وسبق وأن أشرت في غير مرة أن مدرب الاتحاد لا يجيد قراءة المباريات، وما حدث في لقاء الأمس دليل وبرهان، هو جيد في التجهيز للمواجهات وضعيف في التعامل مع مجرياتها، وزاد على ذلك مظهره المحزن على دكة البدلاء وهو في وضع النائم، بعد الهدف النصراوي الثاني، وفي ذلك إحباط للاعبين!!. كسب النصر المباراة لأن مدربه احتفظ ببعض الأوراق الهامة للزج بها في الشوط الثاني، فعوض خميس وأحمد الفريدي وحسن الراهب كان لهم اليد الطولى في الأهداف، ولكن كيف دانت السيطرة للنصر في آخر الدقائق، جاء ذلك بفضل تفريغ الوسط الاتحادي من لاعبيه حينما أخرج بيتوركا لاعب الوسط المحوري سيف سلمان وزج بالمهاجم عيسى المحياني، فأصبح التوغل سهلاً للأمام، وبمساحات خالية للاعبي العالمي، وكان الأولى تنشيط الوسط بخروج مارتن البطيء وإشراك لاعب وسط آخر، إلا إذا كان في عقد مارتن ما يمنع استبداله، وعلى ذكر مارتن كان من الممكن أن يحسم الاتحاد اللقاء من المرتدات التي أتيحت له أثناء التقدم بهدف، وغالبية الكرات من نصيب سان مارتن الذي كان يفترض عليه أن يمرر في العمق كرات خطرة انفرادية بإرساليات طويلة مستغلاً سرعة فهد المولد وعبد الرحمن الغامدي قبل تغييره، وذلك بدلاً من حالة الاستعراض التي مارسها في وسط الميدان وأضاعت الهجمة تلو الأخرى مما منح لاعبي النصر فرصة التراجع لسد الثغرات، والشاهد على ذلك الكرة الوحيدة التي مررها لفهد أحدثت ربكة وهي ركلة جزاء صريحة للاتحاد تجاهلها الحكم السلوفيني، ولمعرفتي بتعاطف الجماهير مع موهبة مارتن الواضحة.. أتوقف مع الآراء الفنية للمختصين التي نشرتها «المدينة» أمس في مقارنة بين مارتن وأدريان، واتفق علي كميخ وعبد الله غراب على أن أدريان أفضل بكثير وأنجع لفريقه، وبأحداث المباراة تكون قراءتهما سليمة 100%، فأدريان سجل الهدف الأول وجهز الثاني، وبالتالي دوره في الفوز كان بارزاً. من الإنصاف القول إن إدارة الاتحاد دعمت المدرب بيتوركا كما لم يتم فعله مع أي مدرب اتحادي من قبل.. خسر 16 نقطة، وحصد اثنتين من أصل 18 في آخر مباريات الدور الأول، والإدارة الاتحادية تواصل دعمه بقوة، ولم تتحدث عن إقالة، ولكنها كانت تتحدث عن تمديد عقده، وعلى وجه السرعة استبعدت المحترفين الأجانب وجلبت له من طلبهم، ومن وافق عليهم محلياً تم التعاقد معهم، فضلاً عن ذلك معسكرات خارجية وداخلية على مدار الأيام، كبدت الإدارة ملايين الريالات. بمعنى دعم غير عادي وتوفير لكافة الإمكانيات وذلك يحسب لإدارة إبراهيم البلوي. خلاصة القول تحدثت منتقداً في غمرة الانتصارات الاتحادية، وتحديداً بعد الفوز على فريق نجران، وقلت إن الاتحاد فريق غير مقنع وبلا هوية، وانتصاراته خبط عشواء، والأهم من ذلك إنني أكدت بأنني لست من الذين ينتظرون الخسائر لينتقدوا، فالتصحيح أثناء الانتصارات أفضل منه بعد النكسات، فواقع الفريق لا يسر حتى وإن انتصر، فمدرب لا يجيد قراءة المباريات وبالتالي لن يحسن التغييرات يصعب عليه كسب المباريات القوية، والدليل حتى الآن لم يحقق أي فوز في مباراة قوية، وهذه ليست مطالبة بإلغاء عقده ولكن المحاسبة على الأخطاء ضرورية.