أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، عمق العلاقات التاريخية والوطيدة بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة البريطانية، مشيرا سموه إلى أنها قائمة على الاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة، والسعي الدؤوب نحو تحقيق الأمن والسلم الدوليين، الذي انعكس بشكل واضح من خلال زيارة الوفد رفيع المستوى للمملكة المتحدة برئاسة سمو ولي ولي العهد، وجرى خلالها بحث العلاقات الثنائية من جوانبها كافة، والدفع بها لآفاق أرحب . وقال سموه خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، بمقر وزارة الخارجية بالرياض امس : « إنه امتدادا لهذا التعاون بين البلدين استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - اليوم»امس» ، معالي الوزير هاموند، كما استقبله سمو ولي العهد الأمين، وعقدت ومعاليه جلسة مباحثات موسعة استكملنا فيها مناقشة الموضوعات والملفات الإقليمية والدولية كافة المهمة لبلدينا، خصوصا في ظل الوضع الخطير الذي تمر به المنطقة، وما تتطلبه من تبادل للرأي والمشورة وتنسيق المواقف، والاتفاق على طرق مواجهتها». وأضاف سموه: « يأتي في مقدمة هذه الملفات التصعيد الخطير الذي يشهده اليمن جراء انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية الدستورية، وما يشكله من تهديد لأمن واستقرار اليمن والمنطقة بل والعالم بأسره»، منوها في هذا الصدد بالدور الإيجابي والبناء للمملكة المتحدة البريطانية إلى جانب المملكة ودول مجلس التعاون والشركاء الدوليين سواء في دعم المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، أو من خلال الرئاسة المشتركة لمؤتمر أصدقاء اليمن .وتابع : «إن الحل في اليمن لا يمكن الوصول إليه إلا بالانصياع للإجماع الدولي برفض الانقلاب وكل ما ترتب عليه، بما في ذلك الانسحاب الحوثي المسلح من مؤسسات الدولة كافة، وتمكين الحكومة الشرعية من القيام بمهامها الدستورية، أخذا في الاعتبار أن أمن اليمن وأمن دول مجلس التعاون هو كل لا يتجزأ، مؤكدا سموه على أهمية الاستجابة العاجلة لدعوة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لعقد مؤتمر في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون يحضره جميع الأطياف السياسية الراغبين في المحافظة على أمن واستقرار اليمن، الذي تؤيده حكومة إنجلترا مشكورة . محاربة داعش بدون هوادة وقال الأمير سعود الفيصل: « استعرضنا في المباحثات جهود مجموعة 5 1 ومفاوضاتها لحل أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية، والعمل على ضمان عدم تحول هذا البرنامج إلى سلاح نووي من شأنه تهديد أمن المنطقة والعالم، خصوصًا في ظل السياسات العدوانية التي تنتهجها إيران في المنطقة وتدخلاتها المستمرة في شؤون الدول العربية ومحاولة إثارة النزاعات الطائفية بها». وأضاف سموه: « اقترحت على معاليه أن حل موضوع السلاح النووي الإيراني ممكن أن يتم عبر مقترح الجامعة العربية الرامي إلى جعل منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، ومن غير الممكن منح إيران صفقات لا تستحقها في المقابل». وتابع قوله : « تناولت مباحثاتنا أيضا جهودنا المشتركة ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، الذي يؤكد اليوم تلو الآخر بأنه لا يعدو كونه شكلا من أشكال الإرهاب العابر للحدود والقارات، والذي يستدعي منا محاربته بدون هوادة وفق إستراتيجية واضحة، بأهداف محددة، وإمكانيات مؤثرة، والتصدي له بروح جماعية تقي العالم من مخاطره وتقتلعه من جذوره « واستطرد سموه قائلا : « بالنسبة للمأساة السورية، هناك إجماع دولي على أن مبادئ ( إعلان جنيف 1)، تشكل إطار الحل السلمي للأزمة، وذلك من خلال تشكيل هيئة انتقالية للحكم تتمتع بصلاحيات كاملة تمكنها من استلام زمام الأمور وإدارة شؤون البلاد من مختلف الجوانب السياسية والأمنية والعسكرية، وبمشاركة واسعة من السوريين بأطيافهم السياسية والدينية والعرقية كافة دون استثناء، على ألا يكون لبشار الأسد وكل من تلطخت أيديهم بدماء السوريين أي دور حالي أو مستقبلي في هذا الترتيب، وفي نظر المملكة وحتى يتسنى بلوغ هذا الهدف فإنه من المهم دعم المعارضة المعتدلة عسكريا بغية تحقيق التوازن على الأرض «. إسرائيل تتحدى الإرادة الدولية وأردف سموه: « ناقشنا أيضا مستجدات النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، حيث ترى المملكة أن تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني وتعهداته بعدم قيام دولة فلسطينية في عهده، تشكل تحديا صارخا للإرادة الدولية ومبادئ شرعيتها وقراراتها والاتفاقيات المبرمة في هذا الشأن، وتتطلب من المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته تجاه هذه السياسات العدوانية إذا ما أردنا فعلا بلوغ الحل العادل والدائم والشامل للنزاع وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة والقابلة للحياة «. بعد ذلك أكد معالي وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن زيارته للمملكة هي فرصة لتطوير علاقات أقوى وأعمق، وتأكيدا لالتزامنا تجاه استقرار الأمن في منطقة الشرق الأوسط، في هذا الوقت العصيب، وهي فرصة مناسبة لمناقشة القضايا المشتركة، أهمها الوضع في اليمن . قلق بريطانى من التدهور الأمني باليمن وقال معاليه: إن بريطانيا قلقة جداً حيال الوضع الأمني المتدهور في اليمن, وكما ذكرت أمس في اجتماعي العاجل مع مجلس الأمن بالأمم المتحدة عن الحالة في اليمن والأحداث الأخيرة والبعيدة كل البعد عن إمكانية التسوية واقترابها من الدخول في حرب أهلية، حيث استنكرنا الهجوم على القصر الرئاسي والمطار الدولي في عدن، والهجومين التفجيريين على المساجد التي أوقعت أكثر من 140 قتيلاً والعديد من المصابين « . وتابع القول: « أكدنا على دعمنا للرئيس هادي الرئيس الشرعي لليمن، ورحّبنا بالمؤتمر التوافقي الذي تبنته المملكة ، ودول مجلس التعاون وأن ما تقوم به القيادة السعودية تجاه الوضع المتدهور هو محل تقدير وجهد كبير نشكرها عليه، إلى جانب مناقشة عدة خيارات للرد على هذه الأحداث «.وأضاف: أؤكد أن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف اليدين بينما قوات الحوثي والأطراف الآخرين يواصلون تقويض الاستقرار في اليمن ويسعون لتقطيعه وتقويض الرئيس الشرعي له، كما كانت لدينا الفرصة لمناقشة كيفية محاربة تنظيم داعش ومشاركة آخر تحليلاتنا حول الحملة العسكرية لمعالجة هذه الأيديولوجية الملتوية، ونقدر المشاركة العسكرية والمساهمة التي تقدمها السعودية إلى جانب ما نقدمه نحن، ولكن كنا جميعا واضحين حول أن الحملة العسكرية وحدها لن تهزم تنظيم داعش، ويجب أن نواصل العمل معا لإيقاف تدفق المقالتين الأجانب والقتال في صفوف داعش الإرهابي . وحول مؤتمر الحوار الذي سيعقد في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي وفرصة نجاحه، أكد سمو وزير الخارجية أن الدعوات أرسلت إلى جميع الطوائف اليمنية ولم يكن هناك أي استثناء، وقال سموه: كان هذا قرار الرئيس نفسه لعقد هذا الاجتماع، نحن قدمنا المكان لهم والدعم بالطبع، ولكن لا أحد تم رفضه في عضوية هذا المؤتمر، ولا نعامل أي شخص بطريقة مختلفة عن الأطراف الأخرى، لا تمييز ضد أي أحد، وهدفنا هو أن نقدم مكانًا للرئيس ليرجع بسلام إلى اليمن، ويقدم القيادة المطلوبة لإعادة الدولة إلى الوحدة والتنمية وحق اليمنيين في هذين الأمرين. من جهته قال الوزير هاموند: إن أساس الحوار بالنسبة لليمنيين يمكن أن يكون اتفاقية الشراكة خاصة اتفاقية مجلس التعاون الخليجي وخطتها، مبينًا أن أي مناقشة ستكون مفيدة وذات مغزى إذا شاركت فيها الأطراف المعنية ، حيث إن جميع الأطراف مدعوة لهذا المؤتمر، وستعامل باحترام كشركاء متساوين في الحوار، آملاً من جميع أعضاء المجتمع الدولي تطبيق ذلك والتأكد من حضور جميع الأطراف المعنية للاجتماع، مؤكدًا على أن الاجتماع سيكون حقيقيًا وبه حوار ذو مغزى وجيد للوصول لحل سلمي لهذه الأزمة. العبادي مرحب به في المملكة وعن زيارة دولة رئيس الوزراء العراقي للمملكة أكد سمو الأمير سعود الفيصل أن رئيس الوزراء حيدر العبادي مرحب به في المملكة إذا رغب في الزيارة، مبينًا أن المملكة بدأت العمل على إعادة السفارة لبغداد، وقال: إن زيارته مرحب بها لبحث العلاقات الثنائية. المزيد من الصور :