أجزم أن كرسي الوزارة لم يعد براقاً كما كان في السابق، فمنذ أن تولى الملك سلمان مقاليد الحكم في البلاد، أصبح الكرسي الذي كان يجلس عليه المسؤول في السابق منذ أن كان شاباً حتى يصبح كهلاً، قد لا يجلس عليه، لأكثر من شهور في بعض الأحيان، وهذا في حد ذاته يعتبر أمراً غير مسبوق. إذاً من الواضح أن شعار المرحلة القادمة هو البقاء للأفضل بغض النظر عن من يشغل المنصب، ولم يعد يوجد حصانة لمسؤول، إلا ما يقدمه من عمل لخدمة المواطن. وبما أننا في عهد الشفافية، فإنه من الواجب أن يكون الوزير أو أي مسؤول آخر، شفافاً مع المواطن ويخبره بما تحقق خلال عهد السلف في الفترة الماضية، ليكون على علم، حتى لا يعلق الآمال على أمور، ويصدمه الواقع بخلاف ذلك. فالمشكلة عندنا أن المواطن مغيب عن اهتمام بعض القطاعات ، في بعض الأحيان، ولا يتم التواصل معه من قبل المسؤول بالشكل المطلوب. فالمسؤول اللاحق يتجنب أن يطلعنا على ما تحقق في عهد المسؤول السابق، لنعرف أين نحن، وكأن الموضوع عفى الله عن ما سلف، ليطلق هو أيضاً وعوداً مثل سلفه حتى يترك المنصب، ولا نعرف ما تحقق منها. فعلى سبيل المثال، خلال الأيام الماضية تم إعفاء الوزير الدكتور شويش الضويحي من وزارة الإسكان وتكليف الدكتور عصام بن سعيد كوزير للإسكان، ونحن في الحقيقة لا نعلم ماذا أنجز الوزير السابق خلال مدة الأربع سنوات الماضية خلال توليه لوزارة الإسكان، فكل ما كنا نسمعه منه هو وعود فقط لحل أزمة السكن. والمنتظر من الوزير المكلف أن يطلعنا على ما تم إنجازه خلال مدة الوزير السابق بخصوص أزمة السكن والمدة التي يجب علينا أن ننتظرها لحل هذه الموضوع الهام، فمن حقنا أن نعرف. والشيء بالشيء يذكر، مرض كورونا الذي عاد الآن ، بعد أن تم تحجيمه عندما كان المهندس عادل فقيه وزيراً مكلفاً لوزارة الصحة، ولكنه عاد وظهر بعد تركه للمنصب ، ومن حقنا أن نعرف من وزير الصحة الحالي الأستاذ أحمد الخطيب ماذا حدث بعد أن انتهى تكليف الوزير عادل فقيه كوزير للصحة؟ وماذا حدث في عهد الوزير الدكتور/ محمد آل هيازع؟ نحن من حقنا أن نعرف لماذا ظهر المرض مرة أخرى، فهذا المرض حصد أرواح بشر ومازال يحصد أرواحاً. نحن الآن في عهد الشفافية، ومن حقنا أن يتواصل معنا المسؤول بالشكل المطلوب، ليطلعنا على ما تحقق في عهد سلفه، وما تحقق في عهده هو أيضاً. [email protected]