دشن قسم التخدير ومعالجة الألم في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام ولأول مره على مستوى مستشفيات ومراكز وزارة الصحة في المنطقة الشرقية تقنية التحفيز العصبي للنخاع الشوكي التي تساعد في تخفيف الآلام المزمنة وتعزيز نظام الحياة للمرضى . وقال المدير العام التنفيذي للمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور مبارك بن عبدالعزيز الملحم : لازالت أعداد كبيرة من المرضى تعاني من نوبات ألم تعجز العقاقير المسكنة عن تهدئتها، لذا كان لابد من إيجاد الحل الأمثل الذي تحقق من خلال تقنية التحفيز العصبي للنخاع الشوكي الأحدث والأكثر فعالية عالمياً في تخفيف الألم لدى المرضى الذين تعرضوا لاعتلالات أو تليفات بعد العمليات الجراحية المتكررة، وقد طبقت هذه التقنية حتى الآن على حالتين بنجاح. وأكد أن تحسين جودة الخدمة واستقطاب الكوادر الطبية، وتوطين كل ما هو جديد من التقنيات والأجهزة والمعدات الطبية وتوفير التدريب والتأهيل المناسب للعاملين هو رسالتنا الايجابية من أجل النهوض بصحة المواطن . وأوضح الدكتور محمد رائد ريحاني استشاري التخدير ورئيس شعبة معالجة الألم بقسم التخدير في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام أن تقنية التحفيز العصبي للنخاع الشوكي لا تقوم بمعالجة المريض من سبب الألم كما لا تمنع إحساسه بالألم الشديد الناجم عن الإصابات الحديثة أو معالجة سبب الألم نفسه، بقدر ما تقلل حدة الألم وتقضي على العقاقير المضادة له بنسبة تفوق 50% خاصة في آلام الظهر و الأطراف الناجمة عن اعتلالات الأعصاب والتليفات والالتصاقات بعد العمليات الجراحية، الأمر الذي يسهم في تحسين القدرة على المشاركة في العمل والأنشطة الاجتماعية اليومية المختلفة. وأشار إلى أن هذه التقنية تم تطبيقها في شعبة معالجة الألم في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام حتى الآن بنجاح على مريضتين تعذر علاجهما جراحياً ودوائياً نتيجة إصابتهما بتليفات والتهابات مزمنة جراء مضاعفات ما بعد العمليات الجراحية حيث تم زراعة جهاز التحفيز العصبي للنخاع الشوكي الذي استطاع التخفيف من حدة الألم بنسبة 90 % في إحداهما و 70 % في الأخرى . وذكر أن تقنية التحفيز العصبي للنخاع الشوكي تتمثل في جهاز شبيه بجهاز تنظيم ضربات القلب، يمكن التحكم به إلكترونياً بعد زراعته جراحياً تحت الجلد في المنطقة العليا للأرداف أو البطن، حيث يقوم الجهاز بإرسال نبضات كهربائية خفيفة إلى منطقة السحايا القريبة من العمود الفقري من خلال سلك توصيل يسبب الإحساس بالوخز بدلاً من الشعور بالألم في المنطقة المحددة للألم سواء كانت في الظهر أو الطرف، ويمكن للجهاز ضبط قوة وموقع التحفيز وتنظيم مستوياته في أوقات مختلفة من النهار لمختلف الأنشطة، مثل المشي، والنوم، أو الجلوس، إضافة إلى تحسين مستوى تخفيف الآلام على حسب درجة الألم والذي يتغير على مدار اليوم بحسب نوعية الأنشطة . وأبان أن عملية تثبيت جهاز التحفيز العصبي للنخاع الشوكي تتم عادة تحت التخدير الموضعي خلال مرحلتين إحداهما تجريبية للتأكد من مدى استفادة المريض من الجهاز قبل زرعه بصورة دائمة حسب ما يقرره الطبيب، وقد يحتاج المريض على الأرجح عدة أسابيع للشفاء من آثار الجراحة، ومن المهم أن يلحظ المريض الفرق في شدة الألم قبل وبعد زرع سلك توصيل الجهاز، وغالباً ما يُعطى المريض جهازاً للتحكم بزيادة الجرعة وخفضها حسب الحاجة. كما يمكن للفريق الطبي أيضاً تغيير برمجة الجهاز للحصول على أفضل النتائج، مؤكداً بأن التحفيز العصبي أثبت أنه طريقة آمنة وفعالة للتخفيف من الألم المزمن، لكونه يقدم مزايا مهمة تركز على تسكين الألم في منطقة الألم نفسها، خلافا لغيره من علاجات الألم المزمن التي تعطي فعالية في جميع أنحاء الجسم .