في الماضي كان الحاج من خارج الديار المقدسة يقطع الأميال ويطوي البعد حاثًا المطايا صوب الأراضي المقدسة لأداء الحج، ونظرًا لطول المسافات ووعورة الطريق وخطورته وندرة الماء به وضعت بعض الدول الإسلامية نقاطًا على الطريق، والذي عرف فيما بعد بطريق الحاج، وكانت هذه النقاط بمثابة المحطات للاستراحة والتزود بالماء وكل ما يحتاجه الحاج في سفره، وتم اختيار أماكن تلك المحطات بعناية فهي في الغالب تكون حول آبار للمياه ترتص حولها الحوانيت يبتاع منها الحاج ما يلزمه ليكمل رحلته، فعلى الرغم من قلة الناس في ذلك الحين إلا أن تلك النقاط أو الاستراحات تتحول إلى محفل كبير عند قدوم قوافل الحج أو المرور بها، فلك أن تتخيل أكثر من ألفي بعير قد أناخت وحطت رحالها في مكان واحد.. كان أشهر تلك المحطات والأسواق موجود بين مكة والمدينة وكلها تعود في مسمياتها لآبار مياه وتبعد الواحدة عن الأخرى بمرحلة والمرحلة تساوي أربعين كيلومترا تقريبًا، ومن بين أكثر تلك الأسواق شهرة (نخل مبارك) وهي قرية قريبة من ينبع النخل هي اليوم بيوت من الطين مهدمة، وكذلك بئر عباس وبئر سعيد وبئر ابن حصاني وبئر الشيخ، وعند المرور بمثل تلك الآثار والوقوف على أطلالها يستشعر المرء معاناة أقوام مروا من هنا ليقف به خياله إلى حيث وصل التطور في خدمة حجاج بيت الله في العهد السعودي الرشيد. وإني إذ كتب هذا الموضوع أتمنى من هيئة السياحة والآثار بترميم تلك النقاط وجعلها وجهات سياحية قابلة للحياة.. كأن تسير قوافل من الهجانة تطوف بالسياح على تلك الاثآر للتعريف بها. ياسر أحمد اليوبي