يعاني عدد كبير من الأطفال من العنف الموجه إليهم سواء من داخل الأسرة أو خارجها. ويظهر هذا العنف بصورة أكثر وضوحا في بعض حالات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، فالكثير منهم يتعرضون لمشكلات نفسية واجتماعية وحتى خدمية رغم ما توليه الدولة من جهود جبارة في خدمة هذه الفئة المهمة سواء خدمات صحية تعليمية وتربوية وفرص وظيفية، ومع كل ذلك يعاني بعض المعوَّقين من ممارسة العنف عليهم من قبل ذويهم وإساءة في التعامل. وحول هذا الأمر، قالت نعيمة البوعلي رئيسة قسم ذوي الإعاقة في مكتب الإشراف الاجتماعي بالمنطقة الشرقية إن المعوَّقين يتعرضون للعنف والضرب من قبل أهاليهم نتيجة عدم تقبلهم في العائلة وعدم تقبل وجودهم وكونهم يشكلون عبئا على الأهل ونتيجة عدم الوعي، وإن آخر حالتين تم معاينتهما في مراكز التأهيل هما لطفلتين دون العاشرة تعرضتا للضرب، وقد لوحظت آثار الضرب على جسديهما من خلال معاينة الطفلتين، ويتم تبليغ الشرطة بعد تحويل الطفل المعنف إلى دار الحماية لحمايته من أهله ولنقف على مسببات العنف من ضرب وقرص ونتفاجأ أن الأم -وخاصة غير المتعلمة- هي من تمارس العنف على طفلها، ويكتب تعهد من قبل الأهل لعدم تكرار ممارسة العنف وإلا يسحب الطفل من ذويه ويوضع في دور الإيواء. فيما أشار علي آل غزوي مدير مركز رعاية المكفوفين في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية إلى أن مراكز الرعاية بالمكفوفين تسعى بالدرجة الأولى إلى توعية المجتمع باحتياجات هذه الفئة بشكل يضمن لهم الانسجام والاندماج التام، إضافةً لرفع المستوى الصحي، والتربوي، والتعليمي للمكفوفين والمكفوفات، وتخرجهم من القيود إلى العالم الفسيح، للنهوض بهم في جميع المجالات، ورفع مستواهم المعيشي، وتحويلهم لأفراد منتجين وفاعلين في المجتمع، إلا أنه للأسف لا يزال المكفوفون يعانون العنف والاستهزاء من ذويهم ومن أقرانهم في المدرسة بالدرجة الكبيرة رغم توعية المجتمع، وأكثر أنواع العنف الممارس عليهم هو العنف النفسي والإهمال وعدم تقديم المساعدة لهم وحمايتهم من وقوع المخاطر لهم وبعضهم يتعرض للوفاة، بسبب الحوادث نتيجة الإهمال وللامبالاة من أهاليهم. ومن جانبها، حذرت مها الزوري أخصائية نفسية واستشارية في جمعية القطيف الخيرية من العنف اللفظي المتمثل في الإساءة المشاعرية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، مبينة أن 38 في المائة من هؤلاء الأطفال يمارس عليهم العنف اللفظي وهو أسوأ أنواع العنف، لأنه يبقى في النفس ويؤثر فيها ويؤدي إلى اضطرابات نفسية وسلوكية وصحية تزيد من معوقات مسيرة حياة الطفل المعوَّق ولا تسمح له بحياة كريمة ينبغي على الوالدين توفيرها لأطفالهما.