خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - أمس الأول حمل رسالة هامة لشعبه ولأمته وللعالم بأسره بأنّ هذه البلاد المباركة التي اختصها الله عز وجل بخدمة الحرمين الشريفين والحجيج والمعتمرين عازمة على مواصلة مسيرتها الخيّرة في العمل على تعلية صروح الوطن، وبناء اقتصاد متين يقوم على أساس تنويع مصادرالدخل، وتوفير الأمن والاستقرار والرخاء لشعبها، ومواصلة مسيرة التضامن العربي والإسلامي، وخدمة القضايا العربية والإسلامية، وتكثيف جهودها في مكافحة الإرهاب بكل صوره وأشكاله. الخطاب من هذا المنطلق وبما رسمه من خطوط عريضة لسياسة المملكة الداخلية والخارجية يعتبر بمثابة خريطة طريق واستراتيجية عامة للدولة في الحاضر والمستقبل، لاسيما فيما يتعلّق بالتأكيد على الثوابت السعودية المستمدّة من الدين الإسلامي الحنيف بما في ذلك تحقيق الأمن والرخاء للوطن والمواطن، وإرساء دعائم العدل والمساواة في المجتمع على أساس أنه لا فرق بين مواطن ومواطن وبين منطقة وأخرى، وعلى أساس أن كافة المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، وتفعيل الأجهزة الرقابية بما يكفل القضاء على الفساد، وذلك إلى جانب الالتزام بالمعاهدات والقرارات والمواثيق الدولية، والانتصار للقضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والعمل من أجل حلّ الخلافات والنزاعات بين الأطراف المتنازعة بلغة الحوار والأساليب السياسية. طمأنة المواطن بأن انخفاض أسعار النفط لن يؤثر على رفاه المواطن، وأن المملكة لن تسمح بالعبث في استقرارها، وطمأنة الأمة بأنها ماضية في مسيرة دعم حقوق الشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، وطمأنة العالم بأنها ستسهم بفاعلية في وضع الحلول لقضاياه الملحة، كل ذلك أضفى على الخطاب أهمية قصوى بكل ما يعكسه من معانٍ ودلالات تؤكد على مكانة المملكة ودورها المتنامي في المجتمع الدولي.