غابت الأنشطة الطلابية في معظم مدارسنا. وقد كانت على أيامنا جزءاً من حياتنا المدرسية. كنا نجد فيها ما يملأ فراغنا وينمِّي قدراتنا ويزرع الحب في قلوبنا للمدرسة وللمعلم ولقاعة الدرس. وهي نظرة تخالف ما يتحدث عنه الجيل الجديد عن المدرسة.. بعضهم وصفوها بالسجن في حوار منشور قبل سنوات في إحدى الصحف. * لقد اختفى دوري المدارس لكرة القدم، وندوات المسامرات، والكشافة، والرحلات المدرسية وجمعيات النشاطات المختلفة، ويقال حتى المكتبة المدرسية، لم يعد لها أهمية. وبغياب هذه النشاطات، ضعفت العلاقة بين الطلاب والمدرسة والمجتمع. مما أنتج جيلاً متمرداً، يكره المدرسة ولا يحترم الكتاب ويحمل مخزوناً من الكره للمعلم. حاول أن تسأل ابنك عن اسم معلميه.. ولا تفاجأ إذا أنكر معرفته بأسمائهم.. هل هذا معقول؟ * بغياب النشاطات المدرسية وضعف العلاقة بين المدرسة والطلاب، لم يجد هؤلاء غير الشارع حاضناً.. وما أسوأ ما يجره الشارع من أذى. * نريد أن يعاد للنشاط المدرسي اعتباره وللمعلم سطوته لنرقى بالمنتج، فمن الذين يجلسون على مقاعد الدراسة اليوم سيكون الوزراء وكبار رجال الدولة غداً. * إن صلاح الدول بصلاح التعليم فيها، ويجب أن نأخذ هذا الكلام بجد، ولا نكتفي بترديده. تمنيت بعد دمج التعليم العام والجامعي في وزارة واحدة، أن نبقي على الاسم «التربية والتعليم» وأن نُفعل الوظيفة التربوية للوزارة العتيدة، فلا تكون عنواناً فقط!!