تصوروا ( 93%) من أفراد المجتمع السعودي يهتمون بتنمية القراءة الحُرّة لدى أطفالهم، فيما يهتم نحو(88 %) من الكبار بالقراءة الحرة بشكل كبير أو متوسط، وبمعدل 56 دقيقة عند الأطفال، و81 دقيقة عند الكبار، فيما عدا الوقت المخصص لقراءة القرآن الكريم، هذه خلاصة دراسة علمية نَشَرَت نتائجها صحيفة الاقتصادية يوم الجمعة الماضية!! وهنا مع تقديري لمن قام بالدراسة أومَوّلها، أتمنى أو (وِدِّي) أصدق ما خرجت به من أرقَام، والله ليس جلداً للذات لكن أن يكون المجتمع السعودي كلّه تقريباً يعمل على تربية أبنائه على القراءة، وأنّ (88%) من كِبَاره يقرأ تبدو (كبيرة جداً)!! ففي تقرير أصدرته مؤسسة الفكر العربي قبل أشهر كان التأكيد بأنّ متوسط قراءة الإنسان العربي لاتتجاوز في المتوسط (6 دقائق) في السنة، فيما تصل ل (نحو 200 ساعة) عند الفَرد الأوربي!! أيضاً أظهرت إحصاءات صادرة من (منظمة اليونسكو) بأنّ متوسط القراءة الحُرّة للطفل العربي لاتتعدى بضع دقائق في السنة، مقابل (12 ألف دقيقة) في العَالَم الغربي!! وبالتالي أشك في مصداقية نتائج تلك الدراسة (ولعلها لم تصف واقعاً، بل كانت تتحدث عن طموحٍ مستقبلي)! وبما أننا نعيش هذه الأيام فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2015م الذي كثافة حضوره تشهد بأمرين: أن حَيَاة الكتاب الورقي مازالت نابضة، وأن الأمل بالوصول لمحطة مجتمع يقرأ (حقيقة وليس وهماً) أبوابه مفتوحة وبيئته صالحة؛ لذا أرى أهمية برنامج وطني تساهم فيه المؤسسات الحكومية وكذا مؤسسات المجتمع المدني! ومن المقترحات لذلك البرنامج: دعم مكتبات المدارس، وتحديث كتبها بما يواكب متغيرات العصر ومستجداته، وتخصيص أوقات أو حِصَص دراسة للقراءة، وتشجيع الطلاب والطالبات على الاطلاع بمسابقات وجوائز بل تَحْفِيز القُرَّاء منهم بدرجات إضافية! وكذلك فَتْح مكتبات عامة ولو صغيرة في الأحياء، واستهداف أماكن التجمعات في المطارات وأماكن الانتظار في الحدائق والمشافي وغيرها بِكُتُب منقولة متنوعة! وأن تدعم الدولة ورعايات القطاع الخاص إصدار الكُتُب بطبعات شعبية أسعارها مناسبة أو رمزية (أسوة بما في الشقيقة مِصْر). أخيراً النتائج غير المنطقية لتلك الدراسة؛ تعطي مؤشراً على خلل في مراكزنا البحثية تجب معالجته؛ وربما هذا سبب أن بعض الإشكاليات عندنا لا تنتهي؛ لأن معالجتها تُبْنَى على معطيات ودراسات غير صادقة أو دقيقة!! [email protected]