تعتبر تقنيات أطفال الأنابيب وتوابعها وتطوراتها من أكثر الثورات العلمية والتقنية على الصعيد الطبي والاجتماعي فائدة للبشرية بفضل ما حققته من تحقيق أحلام كثيرين من الأزواج في الحصول على مولود ومعالجة أوجه النقص والقصور فيما يتعلق بعمليات التكاثر والإنجاب التقليدي. ورغم ذلك بقيت بعض العوائق التي تحول دون الإنجاب، حيث يشير د. سامر طرقجي استشاري طب أمراض النساء والولادة والعقم وأطفال الأنابيب والمناظير بوحدة الإخصاب والذكورة في مستشفى المركز الطبي الدولي بجدة إلى أن عدم علوق الأجنة بعد إرجاعها يعتبر من أكثر العوائق التي تواجه برامج أطفال الأنابيب. وأوضح أن تلك المشكلة تعاني منها فئة من الأزواج الذين تتكرر محاولاتهم في عمليات أطفال الأنابيب، وفي كل محاولة يتم إرجاع أجنة ذات فئات ونوعيات جيدة، إلا أن نتيجة الحمل تكون سالبة، وذلك بسبب عدم انغراس الأجنة في بطانة الرحم لأسباب غير معروفة. ويرجع د. سامر طرقجي سبب تكرار الفشل في بعض الحالات لسمك الغلاف الخارجي للبويضات أو الأجنة، مبيناً أن عملية ثقب الجدار المحيط بالأجنة تساعد الجنين في الخروج من هذا الغلاف. أما عن حل تلك المشكلة فيبين د. طرقجي أنه إما أن يكون ميكانيكياً باستخدام إبرة صغيرة جداً مخصصة لعمل هذا الثقب أو الترقيق أو كيماوياً باستخدام دقيق جداً لأحماض كيميائية تذيب جزءاً خفيفاً ومحدداً بدقة من الجدار، أو أخيراً باستخدام شعاع الليزر على اختلاف أنواعه وهي الطريقة الأحدث والأدق ويستخدم فيها الكمبيوتر LASER Assisted Hatching. وأفاد بأن هذه التقنية لثقب جدار الجنين ساعدت كثيراً من الأزواج على تجاوز مشاعر الإحباط الناتجة عن فشل عملية طفل الأنبوب، مضيفاً أن استخدام الليزر لعمل هذه الفتحات لا يتم إلا في مراكز العقم المجهزة بأحدث التقنيات. وقد أثبتت الدراسات، وفقاً للدكتور طرقجي، أن هذه التقنية ينصح باستخدامها للنساء فوق عمر37 سنة، وللنساء ذواتي الأجنة رديئة النوعية كالتي تنقسم ببطء أو التي يكون جدارها سميكاً، وكذلك للنساء اللاتي لم ينجح لديهن العلاج بطفل الأنابيب 3 مرات أو أكثر، وكذلك للنساء اللاتي يستخدمن أجنة مجمدة. وعن مدى وجود أي تبعات لاستخدام هذه التقنية، ذكر الدكتور طرقجي أن الدراسات أثبتت أن هذه التقنية لا تزيد من نسبة التشوهات كما يمكن أن نتصور، لكنها من الممكن أن تزيد من نسبة التوائم الحقيقية، وهو الشيء الذي يتمناه كل من يحلمون بطفل واحد على الأقل. وفي نهاية حديثه طمأن د. سامر طرقجي من حرموا الإنجاب أو من يعانون من صعوبة تكرار حدوث الحمل، بأن البحوث العلمية والتقنيات لا تتوقف، وفي كل مرة نكتشف أن كل شيء ممكن بإرادة الله، وما على الأزواج إلا التحلي بالصبر وعدم اليأس، وزيارة الطبيب المختص والمركز المناسب. المزيد من الصور :