كتبت خلال أكثر من ثلاثين عامًا عن حبّ الوطن، سواءً في جريدة الرياض، أو جريدة الجزيرة، أو في جريدة المدينةالمنورة، حيث كتبتُ أكثر من مئة مكان أو موقع في ملحق الرسالة فقط، وكلّ مقال يعتمد على نصوص موثقة مع الصورة الحقيقية للموقع، واعتمدتُ على نصوص أدبية راقية تسري ثقافة المواطن وتغرس في نفسه الحبّ، وتتحول المواطنة بذلك إلى فعل وسلوك وأخلاق، وموضوع المكان اليوم هو حاذة وهي قرية قديمة تاريخية تقع في أقصى الجنوب الغربي لمحافظة المهد، وهي أقرب إلى القرى التابعة لمحافظة الطائف، وتُعدُّ من القرى الواقعة على الطرف الشرقي لحرة رهاط، وتتميّز بمياهها العذبة وكثرة النخيل، حتى أن القرى المجاورة لها تعتمد عليها في المياه قديمًا، وقد ذكر الحموي عن أبي عبيد بأنها موضعٌ كثير الأسود قال سلمي بن المقعد القرمي: نرمي ونطعنهم على ما خيّلت ندعو رباحًا وسطهم والتّوأما والأفرمان وعامرٌ، ما عامر! كأسود حاذة يبتغين المرْزما وتاريخ قرية حاذة موغلٌ في القِدم حيث ذكر الحربي في كتابه (المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة) معلومات مهمّة عن هذه القرية، حيث يقول: «إنها إحدى ثلاث قريات في ثلاثة أودية، يُقال لأولها المحدث، وهي قطيعة من النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالرحمن بن أبي بكر، والوادي الثاني يُقال له نقيا، والقرية في وسط الوادي وبها ولد محمد بن طلحة، والثالث حاذة وهي التي كان بها منزل طلحة بن عبيد الله وبها طريق عيسى بن موسى، وكان يعدل من معدن بني سليم إلى صفينة ثم حاذة، ونسب إلى عيسى بن موسى؛ لأنه قد مهّده وجعله سهل المسلك، أنشد البكري صاحب (المسالك والممالك).