لم أكن أرغب في تناول الأحداث المتسارعة في وزارة الصحة، فبعضها يجعل الحليم حيران، ولا يسع أحدهم معها إلا أن يقف موقف المتفرّج المذهول، إلا أن التغييرات المتتالية خلال الشهور الماضية حفّزتني لإبداء بعض التساؤلات عن وضع "الصحة"، بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي مع وجهات نظر قياداتها. من ضمن هذه التساؤلات: كيف يمكن تفسير ما حدث من قرارات جذرية طالت قياديين في وزارة الصحة، وغيّرت أنظمة أساسية فيها خلال فترة الوزير المكلّف (فقيه) ولاقت قبولا من كثير من المتابعين وأصحاب الشأن، ثم تغييرها أو إلغاؤها جميعها بعد أيام قليلة من تولّي الوزير (آل هيازع) دفة القيادة، ولاقت هي الأخرى أيضًا قبولا من كثير من المتابعين وأصحاب الشأن؟!. كيف يمكن تفسير موجة الاستقالات الجماعية لكل القيادات التي تم تعيينها في فترة الوزير المكلّف (فقيه)، مباشرة بعد تعيين الوزير (آل هيازع) بعدة أيام؟! وماهي الأسباب الحقيقية التي دعت "فريق فقيه"- كما أسماهم الإعلام - إلى تقديم استقالاتهم بهذا الشكل السريع، ليوافق عليها الوزير الجديد بشكل سريع أيضًا؟!. لماذا شعر كثير من المتابعين للشأن الصحي بإحباط واستغراب جرّاء سلسلة الاستقالات وعودة وضع الصحة - كما يُقال - إلى سابق عهدها ونقطة البداية؟!. أليس من الشفافية أن يتناول الإعلام الصحي قرارات الوزير السابق المكلّف (فقيه) بشيء من النقد وكشف ما إذا كانت ضمن منظومة نظامية إدارية سليمة أم لا؟!. ما هذا "الزلزال" الإداري الذي ضرب وزارة الصحة خلال الآونة الأخيرة، وصوّرها وكأنها "شركة قطاع خاص" تعمل بطريقة تشغيل وأداء وتوظيف "خاصة"، ولها "فريق" من المسؤولين لا يمكنهم العمل إلا سويًا، أو يُستبدلون "بفريق" جديد بقيادة جديدة وطريقة مختلفة، دون بوادر مساءلة أو توضيح؟!. هل من المتوقع أن يُبادر "مجلس الشورى" بطلب استضافة وزير الصحة في جلسة خاصة، لإعطاء تحليل وتفسير للخلل الإداري والتنظيمي، وسلسلة القرارات المتضاربة، ومجموعة التعيينات والاستقالات في الفترة القصيرة الماضية ؟!. ما تقدم مجموعة تساؤلات من حق المتابعين للشأن العام والصحي طرحها، لفهم طريقة التعاطي مع مُجريات الأحداث والتعامل السليم مع وزارة أثارت الجدل، وتُعد من أهم الوزارات ارتباطًا بالجمهور، فماذا حقًا يحدث في "الصحة"، أو بالأحرى .. ماذا يحدث لها؟!. [email protected]