من يستطيع أن ينكر أن جامعة الإمام اليوم أصبحت من أهم وأكثر الجامعات إنتاجًا علميًا على مستوى العالم كله، الخط البياني لهذه الجامعة في تصاعد مستمر حتى وصل إلى مرحلة العالمية ليبدأ الخط بالتحرك الأفقي بدلا من العمودي، وهذا هو الاستقرار الذي نتمناه ليس فقط للجامعات، بل لكل مؤسسة عامة في الدولة، وبهذه النتيجة فإنه يمكن القول جزمًا أن سليمان أبا الخيل قد أنجز المهمة وحقق الأهداف، التي اختير لأجلها مديرًا للجامعة، وأنه آن الأوان لينتقل أبا الخيل لمهمة جديدة بأهداف جديدة وتحقيقها خدمة للمصلحة العامة للوطن واستفادة من خبراته وإمكانياته المجربة أساسًا. أن تجعل جامعة إسلامية وخلال فترة زمنية بسيطة من أهم الجامعات على المستوى العالمي أمر ليس بالسهل خاصة في ظل زمن نعيشه يعاني فيه الفكر الإسلامي الكثير من تشويه، وانتقاد خارجي ومن محاولات اختراق داخلية نجحت العديد منها للأسف، كما يحصل الآن مع الجماعات المتطرفة والصورة البشعة الوهمية، التي تقدمها عن الإسلام كدين وعن المسلمين كبشر، لهذا فإن تجربة أبا الخيل مع جامعة الإمام الناجحة كان لا بد وأن يتم الاستفادة منها واستغلالها في إطار أوسع ومهمة عالمية جديدة، هذه هو بعد النظر لدى قيادتنا الرشيدة والاستشراف السليم للمستقبل بناء على الماضي والحاضر الذي نعيشه، نعم حين نقول وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة فان الأمر في اسم الوزارة يحتاج إلى مرحلة جديدة بروح جديدة تقوده نحو ايصال الرسالة الحقيقية للإسلام للعالم كله، ولكي تكون المهمة ناجحة على المستوى العالمي فان ترتيب أروقة البيت الداخلي هو الأولوية الأولى أمام أبا الخيل في مهمته الجديدة. لا يوجد دولة في العالم لديها من مدخلات العمل الرسمي المبني على أسس الشريعة الإسلامية كما لدى المملكة، ومع هذا كله ورغم كل هذه المدخلات إلا أن دولتنا لا تصنف كدولة عقائدية دينية لأنها سخرت الدين لخدمة الإنسان والمجتمع لما هو خير له، لأنها جعلت الدين وشريعة الله عز وجل منهاج للتسهيل على الناس وحفظ حقوقهم في إطار دولة مدنية متحضرة ملتزمة، هذه الخصوصية، التي تتمتع بها المملكة لا يمكن التأثير عليها عالميًا إلا في حال واحدة عندما تكون غرف البيت الداخلي غير منتظمة ومتسقة مع التوجه العام للدولة، وعندما يحدث أن يقع خلط بين مفاهيم عديدة، كما يحصل بين مفهوم العلمانية في فصل الدين عن الدولة وبين مفهوم الدولة المدنية بالروح الإسلامية السمحة، كما هو لدينا. أبا الخيل وفي هذا الظرف بالذات وما يحصل حولنا وما يدور في العامل كله من لغط وإساءة وتشويه لصورة ديننا الإسلامي الحنيف هو الشخصية الأكثر قدرة على التعامل وإدارة الملف بالصورة الأنسب، هو يعلم جيدًا كيف تحقق الدعوة الصحيحة غايتها، وبالتالي يعلم جيدًا ما هي الأدوات التي يجب استخدامها لذلك، أجزم أن الوزارة الآن مقبلة على تغير منهجي جذري في الإعداد والإشراف والتخطيط والتنفيذ والمتابعة، كما وأجزم أننا سنشهد ثورة حقيقية في عملها ومخرجاتها نلمسها جميعا بشكل إيجابي لتكون هذه الخطوة الأولى نحو المهمة العالمية وتقديم الصورة الأمثل والحقيقية لديننا الحنيف وتأثيره الإيجابي على حياتنا كبشر في وطننا.