غيّب الموتُ الشاعرَ الكبيرَ رشيد الزلامي أمس الأول، إثر عارضٍ صحيٍّ داهمه قبل نحو أسبوعين أثناء تحكيم برنامج (شاعر المعنى 4)، وكان ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قد وجّه بإخلائه طبيًّا إلى جدة. وللزلامي -رحمه الله- موقف شهير يُدرَّس في الولاء، حين كان في دولة شقيقة، ورآه أحد شعرائها يُقبّل صورة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- المنشورة على غلاف مجلة، فقال مستفزًا الزلامي: حنا بدار مدلّهة صدر من ضاق بلغ سلامي للزلامي وقله يا عابد الصورة على بيض الأوراق دارك عرفناها وعلتك علة وإن كان حبّه محرق قلبك إحراق شد الرحال ودرب عمك تدله فرد رحمه الله: أنتم بدار مدلّهة صدر من ضاق وأنا أتخيل صورته مخلص له ما تعرفونه يا رديين الأعماق هذا الفهد ذخر الفهد في محله اللي إذا شطت ويبسن الأرياق انته وأنا ومعزبك تحت ظله والله اأحبه حب مخلص ومشتاق وأحب حتى صورته بالمجلة وأهل الحسد ما هم على باب الأرزاق رزقي على اللي كون الكون كله وحنا سعوديين يا طاق طرباق أحرار ما عشنا بعيشة مذلة رجالنا لو هو على مكسر الساق حب الكرامة والوفاء عادةً له رحل "صنفرة الشعراء" تاركًا خلفه أكثر من 800 قصيدة، وثلاثة دواوين مطبوعة، وعدد ضخم من شعر المحاورة أو "الرد" الذي كان أحد أهم رموزه، حيث خاض نزالات شعرية مع عمالقة الشعر في الخليج مطلق الثبيتي، وصياف الحربي، وفيصل الرياحي، وابن شايق -رحمهم الله جميعًا- و"شاعر الوطن" خلف العتيبي، ومحمد الجبرتي، وغيرهم. وكما أثرى -رحمه الله- الساحة بنصوصه، فقد شكّلت آراؤه النقدية قيمة تمثل خبرته وخلفياته الشعرية والنقدية العريضة، وتشكّل مصدرًا للغة المحكية، والشعر الكلاسيكي والاتجاه الملتزم. قيل في رثائه -رحمه الله-: الموت قفى بالرياحي وصياف ومطلق وابن شايق وبعض الأسامي واليوم جانا العلم ما يبغي انكاف يا ساحة الشعار مات الزلامي رحمه الله، وأسكنه فسيح الجنان، وألهم أحبته وذويه الصبر والعزاء والسلوان. @511_QaharYazeed [email protected]