القليل من الإدارات الحكومية والشركات والمؤسسات الخاصة تعني بهذه المقولة وتعمل عليها وفق أنظمتها وآليات العمل بها وتجد تطويرها لموظفيها مواكبًا لتطوير أدائها وأدواتها في خط متوازٍ ينعكس بدوره على متلقي الخدمة من هذه الإدارة وخصوصًا الخدمية منها أو التي ترتبط مع العملاء بشكل واسع ومباشر، وقد يظن البعض أن التطوير هو التطوير السنوي لأجهزة الحاسوب أو الأثاث أو العدد والأدوات أو السيارات أو المباني والدهانات بشكل عام وهذا الجزء هو مهم ولا يغفل ولكن يحتاج إلى قبل ذلك تطوير الموارد البشرية لتتناسب مع هذه التحديثات والتطوير وإلا كان التطوير واجهة وإعلانًا وضياعًا وإهدارًا للمال العام، لأنه لن يجد من يستخدم هذا التطور، لذا توجه الكثير من مسؤولي الجهات الحكومية نحو إيجاد وفرض إدارات للتطوير والتدريب للعنصر البشري الذي هو الأساس في أي عجلة للتنمية والتطوير ومحور ارتكازها، وقد نجد أن بعض هذه الإدارات لا تحمل في أهدافها سوى الاسم الرنان لهذه الإدارة ليزين الهيكل التنظيمي فقط ويظهر الاهتمام بالتطوير دون دراية أو خبرات حقيقة لهذه الإدارة الفعالة وما هو دورها الحقيقي فتجد تركيزها ينصب في محاور مقتصرة على الدورات الدورية وغير الموجهة أو مستفاد منها للموظفين وقد تركز هذه الإدارات على الإحصائيات التي تحصل عليها نهاية العام في إعداد المتدربين فقط دون وجود أي أدوات قياس لمدى استفادة الموظف وانعكاسها على أدائه أو مهارته في العمل الذي يؤديه، وقد تلجأ بعض هذه الإدارات للخروج بالدورات التدريبية إلى خارج المملكة لترغيب الموظفين ظنًا منها أنها تزيد من رغبة الموظف في الالتحاق بهذه الدورات وهي أيضًا دورات أحيانًا لا يمكن قياس انعكاسها على الموظف وتطور أدائه ومهاراته. ولابد هنا لإدارة التطوير والتدريب العمل على وضع معايير للبرامج التدريبية تطبق على الموظف قبل وبعد البرامج للتأكد من تحقيق الأهداف الحقيقة للبرامج وبالتالي للإدارة ككل. وهناك أدوات كثيرة يمكن من خلالها قياس الحاجة التدريبية للموظفين من خلال النواحي التطويرية الأخرى مثل إلمام الموظف بأهداف الإدارة وآلية العمل الجماعي والانتماء للكيان الذي يعمل به وفهم حاجة العميل وأن عمله الأساسي هو خدمة المواطنين، وأخيرًا على إدارة التطوير والتدريب تحمل مسؤولية تطوير العاملين والتأكد من اختيار الموظفين بمعايير التطوير التي يحتاجها العمل والبعد عن المحسوبية وتخصيص الدورات للبعض منهم فقط، وعلى المسؤول التأكد من هذا ومتابعة تطوير إدارة التطوير.