أثناء جولة تسوقية في مجمع الظهران شاهدت لوحة دعائية عن أسبوع النزيل الخليجي الموحد الثالث، والذي يقام تحت شعار «خذ بيدي نحو غد أفضل»، تتبعت اللوحات الدعائية حتى وصلت إلى مكان هذه الاحتفالية، أول ما شد انتباهي كان معرضًا لأعمال حرفية، ومنحوتات، ومشغولات يدوية، ولوحات فنية غاية في الروعة، والجمال، والدقة، والتي تبرهن عن مهنية عالية، ومهارة فائقة، وإحساس مرهف، وذوق راقٍ خلف هذه الأعمال.. قطع متعة النظر، والانبهار بهذا الجمال المجسد والمرسوم؛ صوت مُرحِّب، والذي اتضح لي من لوحة اسمه أنه من العلاقات العامة للجهة المنظمة، حيث قام مشكوراً بإعطائي نبذة عن أسبوع النزيل، والهدف منه، مبينًا أن هذا المعرض، وهذه التحف الفنية المعروضة جميعها من أعمال نزلاء، ونزيلات السجون، بعد ذلك مررت بأركان الجهات المشاركة في هذه الفاعلية، تعرفت من خلالها على دور كل جهة وخدماتها التي تقدمها للنزلاء، وأسرهم، وكان أكثر ركن استوقفني هو ركن (زمالة المدمنين المجهولين NA) وهم مجموعة من المدمنين المتعافين الذين حملوا على عاتقهم إيصال رسالة للمدمن الذي لازال يعاني من الإدمان أن بإمكانه التوقف، والبدء من جديد بحياة خالية من التعاطي. لم تنبنِ السجون للسجن فقط، بل اجتهد القائمون عليها لتحويلها إلى مراكز إصلاح، وتأهيل، وذلك بتسخير كافة الإمكانات، وتجهيز المرافق، والمنشآت، وتنفيذ البرامج التي تساعد النزيل الذي ندم، وتاب توبة صادقة، وكانت لدية الرغبة الملحة، للعودة، والانخراط في المجتمع من جديد ليصبح عضوًا صالحًا، فعالًا، وليُخرج الكنز الذي بداخله، والذي كان مطمورًا بالجهل، وسوء التدبير، ويطلق العنان لإبداعاته، وينمى مهاراته، ويصقل مواهبه، ويكمل مسيرته التعليمية. يجب أن يجتهد الإنسان لحفظ نفسه، وسمعته، ومع ذلك لا أحد معصومًا من الخطأ، ومن وقع في الخطأ سواء بقصد، أو بدون قصد، وأراد العودة لجادة الصواب فيجب أن يقف الجميع معه، وأن يمدوا له يد العون، ويأخذوا بيده نحو غد أفضل، أما حكومتنا الرشيدة فلم تقصر في هذا الجانب، ويبقى على المجتمع أن يقوم بدوره، وأن يساهم بمنح هذا النزيل فرصة جديدة ليشارك في بناء هذا الوطن الغالي.. و(قدر الله وما شاء فعل). تويتر : ahl99 [email protected]