يشتهر الحمار بالبلادة، والعناد والغباء، مع أنه ينحدر من سلالة طيّبة، فهو من جنس الحصان، ولكن سبحان من (خَلَق َوَفَرَق) إلا أن هناك دراسات قليلة أكدت أنه حيوان قابل للتعلّم يعني (فيه أمل يفهم)، وليس كبعض البشر الذين لا يفهمون، ولا يعتبرون، ولا يحترمون، ولا يستحون، ولا يفقهون، مع أن الله وهبهم عقولًا إلا أنهم عطّلوها بمحض إرادتهم، ومع ذلك يغضبون إذا وصفوا بالحمورية (شين وقوي عين) بينما الحمير هي التي من حقها الغضب، والاعتراض على مساواتها بهؤلاء. في أحد المجمعات التجارية وقف أحد كثيري الشحم واللحم، قليل العقل والأدب، في موقف خُصص لذوي الاحتياجات الخاصة بجوار البوابة، مع أن أمامه لوحة (تسد عين الشمس) كُتب عليها (موقف لذوي الاحتياجات الخاصة)، وعلى أرضية الموقف مرسوم شعارهم، وليس ببعيد عنه (عشرين ألف) موقف فاضٍ، ثار في داخلي بركان من الغضب فآليت على نفسي إلا أن ألحقه (واللي يصير يصير) لحقت بالرجل قبل أن يدخل، وبعد السلام (البارد) قلت له: "معليش أخوي تراك موقف في موقف ذوي الاحتياجات الخاصة"، نظر إلي مستنكرًا وهو يقول "والمطلوب"؟ قلت له بكل أدب: "يا أخي الله يمتعك بالصحة والعافية أنت طيب، وبخير، ولو تغيّر موقف سيارتك يمك..." قاطعني قائلاً: "يا شين اللقافة"، ثم دخل المجمع وهو يتمتم، لم أتأثر بكلامه فقد هيأت نفسي للأسوأ، وعودتها تجاهل التوافه، وكما قال الشاعر: "عليّ نظم القوافي من محابرها وما علي إذا لم تفهم البقرُ" حينها أيقنت أن صاحبي (سطل بوية) يمشي بين الناس. مع أن هذا الكائن البشري اشترك مع الحمار في البلادة، والغباء والعناد، وفي الأصل الطيب، إلا أن الحمار فاقه قدرًا بقابلية التعلم، وللأسف أن هذه العينات منتشرة في كل مكان، ونشاهدهم في كل يوم، وأنا متأكد أخي القارئ أنك (ياما، وياما) نعتَّ أحدهم تذمّرًا من تصرّفه بالحمار. وحتى لا تغضب الحمير، وتقديرًا لمواقفها المشرفة مع الإنسان، أتمنى ألا ننعت هذه الفئة القليلة بالحمورية، بل ندعو الله لهم بالهداية والصلاح، وأن يكملهم بعقولهم. تويتر : ahl99 [email protected]