يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: "من غشَّنا فليس منَّا" صحيح الجامع، ويقول - صلى الله عليه وسلم-: "وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا" رواه مسلم. ويقول - صلى الله عليه وسلم- مبينًا صفة المؤمن الصادق والمسلم بحق: "أَلا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ، مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذُّنُوبَ" رواه أحمد. وقال الإمام الشافعي - رحمه الله - في نصائحه: إِذا رُمتَ أن تَحيا سَليمًا مِنَ الرَدى وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيِّنُ فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ وَعَيناكَ أن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِبًا فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ نقول لهؤلاء القوم: قفوا مع أنفسكم لحظة وحاسبوها، واعلموا أن كل تصرف محسوب عليكم ويراه من حولكم، فلا قيمة لتقييمكم لأنفسكم، إنما قيمتكم ومكانتكم في تقييم المجتمع لكم، لذلك عليكم بالرجوع إلى منبع الصدق مع النفس ومع من هم حولكم، وابتعدوا عن تلك الخصائص التي من شأنها إعاقة مسيرة الشرفاء، أيها الضالون المضللون، واعلموا أن الشرفاء قد عرفوا الله - تبارك وتعالى- جيدًا ويقينًا، وتعاملوا بصدق وضمير حي وقلب سليم، وقد أدركوا أن لهم حقوقًا وعليهم واجبات، ولهم شرف وعزّة نفس، لا يطمعون في الرذائل، كما أنهم يعلمون أن عليهم رقباء. وإن من الشرف أيها الشرفاء: بذل الجاه في مساعدة من تعرف ومن لا تعرف، وبذل المال إذا أكرمك الله -عز وجل- بوجوده؛ فإن فيه الخير فاصرفه بحقه، فالشرفاء من عملوا بضمائرهم وقالوا الصدق، ويعطون بدافع الإيمان والنخوة والمروءة، فكم من الرجال قد كتب عنهم التاريخ، وتكلّمت عنهم الأمم أنهم هم الشرفاء، وقد تحدث تاريخهم عن كثير من الأعمال الخيرة التي صنعوها لأجيالهم من بعدهم؛ لأنهم في الأصل شجرة مثمرة طيبة تؤتي أكلها، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا.. فعلينا أن نتطلع لغرس الكرامة في مبادئنا؛ لأنها عزة في النفس، وشجاعة في المنطق؛ بشرط أن تكون لديك غيرة على كرامتك. ولتعلم أن: كل كيانك الاجتماعي مبني على سمعتك الخيّرة.. فاثبت على بقائها نظيفة نقية.