(بَقِيْع الغَرْقَد) هُو مَدْفَن (أهل المدينةالمنورة) منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحتى اليوم؛ يَضُمّ ترابه الطّاهِر الكثير من الصحابة، والتابعين، وكبار العلماء في تاريخنا الإسلامي. ولأنّ الدّفْن في (البَقِيع) فضيلة ربما تكون مكافأتها (جَنّة الخُلْد) بشفاعة سَيّد الخَلق؛ فإنّ أعَزّ وأغلى أمنيات أهل طيبة الطيبة، وحُلم حياتهم وغيرهم من الزائرين وعامة المسلمين أن يحتضنهم (البَقيع) بعد مَمَاتِهِم!! واليوم.. ومع الكثافة السكانية للمدينة، والأعداد الكبيرة لزائريها التي سوف تتضاعف خلال السنوات المقبلة؛ فقد ضاقت مساحة (البقيع) القائم، وأصبح هناك صعوبة في الفَوز بِقَبر فيه!! حتى أنّ عجوزًا طيبًا من أهل المدينة النبوية خاطبني قبل أيام عند بوابة ذلك المكان ودموعه البريئة تتساقط من عَينيه: يا بُنَي -والله- إني أخاف أن لا يكون لي نصيب هُنا؛ وربما خسرت شفاعة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، وذلك -ورب الكعبة- بالنّسبة لي هو الخُسران!! لقد خاطبني وكاتبني الكثير من أهل المدينة يرفعون الصَوت والرجاء بمشروع توسعة ل(بَقيع الغَرقَد). والحقيقة أن الحاضر والمستقبل يفرضان ذلك، واليوم تحين فرصة تاريخية قد لا تتكرر للوصول لذلك (الحُلم الذي مازال قَيْد الانتظار)! فالمدينة تعيش اليوم وغدًا مشروعات وتوسعات كبيرة، والجهة الشرقية من (البَقِيع) مازالت متاحة وميسّرة؛ فأرجو انتهاز تلك الفرصة قبل أن يتحوّل المكان إلى أبراج يصعب ويُكلِف اقتلاعها!! تلك رسالة حمّلني إيّاها طائفة من أهل المدينة النبوية، كلماتها نبضات قلوب صادقة، وقد أرادوا أن تصل لسمو (أمير المدينة) الشّاب، ليَتكرم ويَتَلَطّف، ويفتح الباب لتحقيق (حُلم) أطال الغياب! (النّصّ) أعلاه طُرِح في هذه الزاوية قبل سنة وتحديداً في (13 نوفمبر 2013م)، وكان تحت عنوان (البَقِيْع: الفرصة الأخيرة)؛ واليوم يبدو هذا الحُلم قريب المنال، فالأحد الماضي بشّرت (صحيفة المدينة) على لسان أو قَلم محررها النشط الزميل أحمد السّالم بأنّ (بَقيع الغَرْقَد) سيشهد أكبر توسعة في تاريخه، حيث ستبلغ مساحته بعد المشروع ضِعف الحالية لِتَصَل ل(300 ألف متر مربع)، فشكرًا لسمو أمير المنطقة، على كريم استجابته لنداءات قاطني المدينة النبوية وزائريها، والشكر للجهات المعنيّة، ونرجو أن يُنَفّذ هذا المشروع قريباً، كما نرجو أن يُسْتَفَاد فيه من التقنية الحديثة للتخفيف على الدّافِنِيْنَ والمُعَزِّيْن والزائرين بما لا يتعارض مع العقيدة والمقاصد الشرعية!. [email protected]