سقط عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات عنيفة تواصلت من ليل أمس حتى صباح أمس في بلدة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، كما قتل خمسة من مسلحي جماعة الحوثي في هجومين منفصلين بالحديدة غرب البلاد، فيما حذر سفير اليمن لدى بريطانيا من أن بلده مهدد بالتمزيق، مشددًا على أنه من الضروري أن تتوصل الأطراف المتحاربة بسرعة إلى اتفاق سلام. ودارت الاشتباكات في رداع بين رجال قبائل ومسلحين من جماعة أنصار الشريعة (المحسوبة على القاعدة) من جهة، والمسلحين الحوثيين من جهة ثانية. وفي الأيام الماضية تصاعدت الاحتجاجات في الحديدة للمطالبة بإخراج مسلحي الحوثيين من المدينة بعد انتشار العشرات منهم في مواقع حيوية هناك، بينها المطاران المدني والعسكري. وجاءت هذه التطورات في وقت هدد فيه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بنقل المعارك مع الحوثيين إلى محافظة صعدة معقل الجماعة شمالي اليمن، وذلك في تسجيل مصور للقيادي البارز في التنظيم مأمون حاتم نشره على موقع يوتيوب الثلاثاء الماضي. وفي محافظة الحديدة، ذكر مصدر أمني يمني أن خمسة من مسلحي جماعة الحوثي قتلوا في هجومين منفصلين شنهما مسلحون مجهولون أمس، حيث هاجم المسلحون نقطتي تفتيش للحوثيين هما الزيدية والخشم خارج مدينة الحديدة. ولم يصدر أي تعليق من الحوثيين بشأن الهجومين. وفي حادث آخر أصيب ثلاثة من مسلحي الحراك التهامي في اشتباكات مع مسلحين حوثيين بحي حارة اليمن بمدينة الحديدة، حسب مصدر بالحراك. وتوسعت رقعة الاشتباكات بين الحوثيين وأنصار الحراك التهامي إلى عدة أحياء في محافظة الحديدة، بينها اليمن والمشرع والحوك وسط أنباء عن إصابة مدنيين. وخلال الأيام القليلة الماضية سيطر مسلحون موالون لجماعة الحوثي على عدة مناطق استراتيجية بمحافظة الحُدَيْدة المطلة على ساحل البحر الأحمر غربي اليمن، بينها المطاران المدني والعسكري بالإضافة إلى الميناء الرئيسي. ومنذ أيام بدأ مسلحو جماعة الحوثي الدخول إلى محافظات ومدن يمنية والسيطرة على مقرات حكومية وإقامة نقاط تفتيش، فضلًا عن العاصمة صنعاء التي أحكموا السيطرة عليها في 21 سبتمبر/أيلول الماضي. من جهته حذر سفير اليمن لدى بريطانيا عبدالله الرضي من أن بلده مهدد بالتمزيق مع التدهور الشديد في الوضع الأمني. وفي تصريح لبي بي سي قال الرضي: إن من الضروري أن تتوصل الأطراف المتحاربة بسرعة إلى اتفاق سلام، وأن يلتزم المانحون الدوليون بتعهداتهم بشأن المساعدات. وخلال الأسبوع المنصرم قتل العشرات في سلسلة من الهجمات بأنحاء اليمن شنت غالبيتها جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة. ومنذ سبتمبر/ أيلول يعاني اليمن أزمة سياسية، حيث استولى الانفصاليون الحوثيون على مبانٍ حكومية في العاصمة صنعاء دون مقاومة تذكر من القوات الحكومية. كما سيطر الحوثيون الذين ينتمون للطائفة الشيعية على ميناء الحديدة الرئيسي على البحر الأحمر. ويخوض المسلحون الحوثيون معارك ضد جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة. في غضون هذا فإن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي أطاحت به الاحتجاجات، ما زال موجودا في اليمن، ويسود اعتقاد بأنه منخرط بشدة في دعم طرف ضد آخر. وفي الفوضى التي أعقبت الاحتجاجات زاد نفوذ تنظيم القاعدة واستولى على أراضٍ. ووصفت هيئة «فايف دايمنشنز» للاستشارات الأمنية وضع البلد في تقييم لها قائلة: «إن اليمن يتحرك ببطء من دولة شبه فاشلة إلى دولة فاشلة تمامًا، وإلى هذا الحد فإن اليمن ليس أفضل حالًا من ليبيا». ويقول السفير عبدالله الرضي، إن اليمن لم يخسر كل شيء، لكنه يحتاج بصورة عاجلة إلى استلام مليارات الدولارات التي تعهد بها مانحون. وأوضح أحد مستشاري السفير: «لم نر أيًّا منها تقريبا»، مضيفًا إن ما بذلته مجموعة «أصدقاء اليمن» التي تضم 40 دولة لم يتجاوز الحديث عن المشكلة إلا بقدر ضئيل.